المحقق الصرخي: الإمام السجاد يقدم النصح والإرشاد للزهري
بقلم: سليم الحمداني
إن النعمة التي أنعم الله -عز وجل- بها على أمة الإسلام هي أن جعل لنا آل البيت-سلام الله عليهم- الذين كانوا خير الخلفاء للنبي المختار-صلى الله عليه وآله وسلم-حيث رغم القساوة والظلم والإقصاء وما تعرضوا له من السلاطين ومن اعتلوا منبر الرسول الأقدس زورًا وبهتانًا ونصبوا أنفسهم خلفاء على الأمة وأمراء للمؤمنين زورًا وبهتانًا إلا أنهم عاثوا في الأرض الفساد والافساد وقد أكلوا أموال المسلمين وقتلوهم ونفس الأمر بل أشد فعلوه بآل البيت الأطهار بدءًا من أمير المؤمنين علي-عليه السلام- الذي يشهد الداني والقاصي بفضله وفضائله وكيف كان درعًا للإسلام والمسلمين وسورها الحصين وعلمها المعلم وزاهدها المربي و كريمها السخي مؤمنها المخلص وكيف تحمل ما تحمله من أجل الإسلام ووحدة الأمة ويأتي المارقة الأمويين وينصبون منابرًا لسبه والطعن به لا لشيء إلا حسدًا وبغضًا ونفس الأمر استمر مع العترة الطاهرة إلى إمامنا المغيب المنتظر-عليه السلام- وخير دليل ما جرى بأرض كربلاء على عيال الرسول إلا أن الأئمة الأطهار هل تخلوا عن الأمة؟ أو تركوها لجرمها الشنيع وكيف بقي السواد الأعظم إن لم يقاتل بقي محلسًا متفرجًا خائفًا لم ينصر الحق إلا أنهم- سلام الله عليهم- كانوا يعطون الوعظ والإرشاد والنصح وكانوا حصنهم وملاذهم وعندما تحل المعضلات مهما كبرت وكانوا يعطون الشور لمن يستشيرهم حفاظًا على بيضة الإسلام وحفاظًا على أرواح المسلمين فهذا العالم الزهري أحد علماء الأمويين بل مرجع البلاط وإليه يرجع الجميع في أمورهم الدينية والدنيوية فإن إمامنا زين العابدين-سلام الله عليه- قدم له النصح والإرشاد بأن يكون عونًا للضعفاء ناصرًا للمظلومين وهذا ما أشار إليه سماحة المعلم المرجع خلال المحاضرة {الرابعة } من بحثه الموسوم ( الدولة .. المارقة .. في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -) بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي بقوله:
(الإمام زين العابدين يقدم النصح
لنطلع ونفهم الموقف الشرعي الأخلاقي للإمام علي بن الحسين - عليهما السلام - وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقدم النصح للعالم الشيخ الزهري بعد قبوله للعمل في البلاط الأموي كمرشد ديني ومرجع أعلى ومفتي الخلافة أو رئيس ديوان الوقف أو وزير أوقاف أو ...أو...، وقد صدر ذلك الموقف من الإمام زين العابدين - عليه السلام - بالرغم من تسلط الحكم الأموي وقساوته على المسلمين وعلى أهل البيت - عليهم السلام - بصورة خاصة، وليست مجزرة العاشر من محرم ببعيدة زمانًا، فمخالفة الإمام للتقية الشديدة جدًا دليل على أهمية وضرورة الرسالة وما جاء فيها من معاني شرعية وأخلاقية ومجتمعية عامة شاملة.)انتهى كلام المرجع المحقق
فهذا هو نهج سيد المرسلين وهذا نهج آل بيته ومن سار على نهجهم من الصالحين فكانوا عونًا للمظلوم ناصرًا للضعيف سراطًا للأمة ليهتدوا به من ظلمة التيه والضلالة
مقتبس من المحاضرة {4} من بحث ( الدولة .. المارقة .. في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -) بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المعلم السيد الصرخي الحسني - دام ظله -
26 محرم 1438 هـ - 28 /10 / 2016م
===
http://c.up-00.com/2018/10/153873941969861.png