الأستاذ المحقق الصرخي.. حبُّ علي هو الاتباع لنهجه وأخلاقه وعدالته
إنّ من أعظم مهام النبي الأكرم في هذه الدنيا تمثلت في صِناعة وترَبية الإمام علي -عليه السلام- كأعظم إنجاز وأرقى مشروع لمن يُريد معرفة معنى صناعة الإنسان ليكون آبًا للهداة الأئمة الأعلام .
نعم إنها الحقيقة التي لم تتطرق إليها الأمة ! ماذا يعني لها صناعة إنسان يكون نموذجًا للعالمين دون أنْ يكون نبيًا , بل يُصنع على يد أعظم المرسلين كحجة لمن يريد معرفة معنى – خُلاصة مخرجات النبي الأكرم –
لقد كان حقًا منهجية توارثها الأحفاد ضمن سلسلة أعلام إلى أنْ أصبحوا اليوم أمة تملأ الميدان وَليها ومرجعها ذاك الإمام صَنيع المصطفى المختار.
وبالتالي هذه المهمة الأساسية للنبي الأكرم لم تُعطِ حقها من البحث والاهتمام حتى تُدرك الأمة تبعاتها وخصوصيتُها ومنزلتها وأثرُها وانعكاساتُها على سيرة الإمام علي -عليه السلام- ، كونه الشخص الوحيد والفريد الذي نال وحظي بخلاصة ورحيق ومكنون ورعاية تربية النبي الأعظم -صلوات الله عليه وعلى آله- منذ نعوُمه أظفاره في حِجره وداره , خطوة بخطوة – ولحظة بلحظة .
فكما ورد في أحد خطب الإمام علي -عليه السلام- حيث قال (َ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله- بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَ أَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَ يَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ وَ يُمِسُّنِي جَسَدَهُ وَ يُشِمُّنِي عَرْفَهُ وَ كَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ وَ مَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ وَ لَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ -صلى الله عليه وآله- مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَ يَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ وَ لَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَ لَا يَرَاهُ غَيْرِي وَ لَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله- وَ خَدِيجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَ الرِّسَالَةِ وَ أَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ -صلى الله عليه وآله- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَ لَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وَ إِنَّكَ لَعَلَى خَيْر )..نهج البلاغة ص 442 من خطبة اسمها القاصعة0
فكان المشروع العملي والفعلي والتنفيذي والتربوي والنظري للنبي الأكرم قِيمًا وأخلاقًا وعِلمًا وشجاعةً وسُلوكًا وكمالًا وصفوةً وأخوةً ورشدًا ونهجًا وامتدادًا ومعيارًا إلى يوم الدين .
بالإضافة لما أشار إليه الأستاذ المحقق الصرخي في المحاضرة {8} من بحث : "ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد "بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المحقق
8 ذي القعدة 1437هـ - 12 / 8 / 2016م
حبُّ علي هو الاتباع لنهجه وأخلاقه وعدالته
يا من تتبعون التكفيريين الخوارج النواصب الدواعش، حبُّ علي المقرون بالعمل الصالح والتقوى هو المنجي، حبُّ علي هو الاتّباع لعلي ونهج علي وأخلاق علي ورحمة علي ولطف علي وعدالة علي وأبوَّة علي -عليه السلام-، علي لم ينتقم من قاتله فكيف تفجِّرون أنفسكم بين الأبرياء؟!! كيف تقتلون الأطفال والنساء؟!! من يُبرر لكم هذا العمل؟ التفتوا إلى أنفسكم حبّ علي هو المنجي، لا يُخدع أحدكم بكلمات يُراد بها التغرير، يُراد بها الانحراف، يُراد بها الضلال.
بالنتيجة أنّ الإمام علي -عليه السلام- منهجية متكاملة ونهج لكل الأجيال على مر العصور.
https://e.top4top.net/p_8839vf8m1.jpg ...علي البيضاني