التفكير الموضوعي في فكر المحقق الصرخي
بقلم: علي البيضاني
التفكير : هو اعمال العقل في تنظيم الفرضيات و القواعد و الافكار في نظام ما لاتخاذ قرار معين حول قضية معينة او مشكلة ما او موضوع محدد ،فهو عملية ذهنية تعتمد على معطيات محددة تدور حول قضية ما لتنتج نتيجة محددة.
والتفكير الموضوعي احد اهم انواع التفكير التي يجب على المفكر ان يغوص فيها لما له من مدخلية كبيرة في مختلف المجالات ولاسيما على مستوى السلوك الإنساني والتربية الروحية للفرد والبلوغ به الى أرقى مستويات مراتب الكمال والرقي الأخلاقي..
و تبرز اهمية التفكير الموضوعي في اثرها الفعال في انفسنا فهناك نوعان من العقل ذو الامكانات الذهنية و المبادئ الاولية ، وهوما تشترك فيه كل الامم بالتساوي و يتفاوت به الافراد ، والعقل ذو العقائد و النظم و التقاليد هو العقل الثقافي ، وهذا يختلف من مكان لمكان و من ثقافة لثقافة و من جيل الى جيل، العقل الثقافي هو الفرق الاساسي بين الامم المتقدمة و الامم التابعة والمتاخرة .
ومن هذان النوعان يتبين لنا بان التفكير تشغيل و تحفيز الامكانات الذهنية في المعلومات التي بين ايدينا و الخبرات التي تتشكل عبر الوقت من اجل الانتقال من المعلوم الى المجهول .
ومن هنا نعرف التفكير الموضوعي بأنه : "مجموعة من الأساليب والخطوات والأدوات التي تمكننا من الوقوف على الحقيقة ، والتعامل معها على ما هي عليه بعيدا عن الذاتية والمؤثرات الخارجية ".
ولقد اشار الاستاذ المحقق الصرخي (دام عزه) إلى أهمية التفكير الموضوعي قائلا : يصل التواضع والخضوع أقصى درجاته عندما نفترش الأرض بجباهنا ونحن نعترف بالجميل للمولى ونقر له بالعبودية والحاجة الدائمة إليه تعالى ، وبتكرار هذه الأفعال والتفكر والتمعن في معانيها وأهدافها ، يحصل التفكير والتقييم الموضوعي الواقعي النقي المتوازن الصحيح للنفس ومنـزلتها مما يؤدي إلى التحرر مـن النفس الأمارة والهوى والشيطان والدنيا.
https://e.top4top.net/p_733uhn5j1.png للتفكير الموضوعي طبيعة تميزه عن كل هذه الانواع من التفكير فهو ابداعي تقليدي نقدي علمي ذو نزعة ابداعية و صاحبة يبحث دائما عن الجديد والكمال ليصل الى قمة الموضوعية ، ولا نستطيع بان نسلم بانه مهارة من مهارات التفكير فهو يجمع الكثيير من مهارات التفكير و انما هو سمة او صفة من صفات التفكير .. فهو باختصار تفكير بكل مهاراته يلتبس بصفة الموضوعية.