إضاءات_مرجعية
الاستاذ المحقق الصرخي
المعرفة الحقيقة لله
الهداية بحسب تحليل العقل وما ذكره النص الديني المقدس على أقسام، الهداية الفطرية التي خلق الله الإنسان عليها، فقد خلق الله الإنسان بنحو يملك روحا موحدة منشدة إلى الكمال، والهداية التشريعية، وهي عبارة عن بيانات الشريعة فيما ينبغي فعله وما ينبغي تركه من العبد، ويعبر عن هذه الهداية في لسان العلماء "إراءة الطريق"، والقسم الثالث هي الهداية التكوينية وهي عبارة عن تكميل وتنوير قلبه ورفع درجته بعد امتثال الشريعة المقدسة، واعتقاده بالحقائق الكونية والمعارف الحقيقية الصادقة، والهداية تارة تكون في السلوك وأخرى في الصفات النفسية، وأحيانا في المعتقدات، وأهم هداية هي الهداية في العقيدة؛ لأنها أساس الهداية في الصفات والسلوك، إذن هناك صراط عمل وصراط صفات نفسية وصراط معارف ومعتقدات، والصراط المستقيم هو الصراط المطابق للواقع والذي يحقق الهدف -الكمال- من خلقة الإنسان.
ويقابل الصراط المستقيم سبل الضلال وطرق الشر قال تعالى: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(1)، فكل سلوك لا يصب في كمال الإنسان وكل صفة رذيلة وكل عقيدة باطلة إنما هي خروج عن الصراط إلى السبل التي تبعد الإنسان عن الله سبحانه وتعالى،
بالاضافة لما اشار اليه الاستاذ المحقق والعارف الرباني الصرخي الحسني
محاضراتُ_الأستاذِ_تُحيي_الدينَ
إضاءات_مرجعية
المعرفة
يطلب المصلي عند قراءة الفاتحة من الله تعالى أن ينعم ويفيض عليه من أنواره ونعمه للرشاد والوصول إلى طريق المعرفة الحقيقية العلمية والشرعية والأخلاقية المتمثلة في طريق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، بعد الإقرار لهم بالحق واليقين والتعهد بالسير معهم وفي طريقهم بعـون الكريم العظيم ، وفي نفس الوقت نطلب منه تعالى أن يبين لنا ويعرفنا طريق المعاندين الذين غضب الله عليهم ، وطريق التائهين الضالين عن جادة الحق ، للحذر من هذين الطريقين ومن أصحابهما ورفضهم والابتعاد عنهم والتبرؤ منهم.
أن كل عمل أو فكرة إما هي على الصراط المستقيم أو هي اتباع لسبل الضلال، ولا ثالث فلا واسطة بين الحق والباطل، حتى لو كان العمل ليس محرما، قال تعالى: {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}(13)، والعمل كذلك إما حق أو باطل، والمراد من العمل الباطل هو الذي لا يوصل العبد إلى كماله الذي خلق من أجله، والعقيدة إما حقة أو باطلة، والعقيدة الحقة هي التي تطابق الواقع، بخلاف الباطلة، فالإنسان في كل لحظة إما أن يكون على الصراط المستقيم وإما أن يكون في سبل الضلال
https://gulfupload.com/do.php?img=4835 علي البيضاني