المحقق الأستاذ :القوى النفسية والجسدية هي المؤدِب لسلوك الإنسان
بقلم: سليم الحمداني
الإنسان بطبيعته يمتلك مجموعة من القوى الجسدية والنفسية ورغم أن القوى الجسدية كبيرة إلا أنها محدودة بينما القوى النفسية فهي كبيرة وهالة وغير محدودة حسب فكر ومقياس الإنسان المحدود وكذلك يمتلك الإنسان الطموح الذي هو يوازي تلك القوى ويفوقها حيث أن الإنسان لديه الطموحات والرغبات والأماني في تحقيق ما هو أفضل وما فيه التكامل النفسي والجسدي والروحي والأخلاقي وهذا طموح ورغبة إيجابية وبنفس الوقت يوجد خط موازي لذلك بل يعاكسه وينافيه بكل شيء حيث يوجد الإحباط وضعف ووهن وتقاعس حيث هذا الشيء يمكن أن يحط القوى الإيجابية يحد منها يضعفها ويحجمها حيث أنه إذا تحطمت القوى الجسدية والكيان الجسدي ونخر و أصبح ضعيفًا فإنه أصبح جسدًا خائرًا ضعيفًا وكذلك القوى النفسانية والعقلية إذا تحطمت ووهنت وتلاشت فإنه أصبح إنسان لا وجود له بل مجرد وجودًا تافهًا فعليه وحسب ما يوصي أهل الاختصاص وأهل العلم والمعرفة وفي طليعتهم ومقدمتهم المعلم الأستاذ الصرخي الحسني على الحفاظ على القوى وعدم اضعافها وتحطيمها وبالتالي أصبح الإنسان حرًا في ممارسة أعماله الحياتية والمعاشية والعبادية وكل هذا يرجع إلى المنعم المتفضل العلي القدير فعلى الإنسان أن يعي ويرسخ هذا الأمر في ذهنه ويحافظ على تلك العقول أنها هي المؤدبة والموجهة له ولتصرفاته وهنا إشارة من سماحة المحقق الأستاذ الصرخي بهذا الخصوص خلال بحثه الموسوم البحث الأخلاقي " معراج المؤمن " قوله :
(القوى النفسية والجسدية هي المؤدِب لسلوك الإنسان
الإنسان يمتلك مجموعة من الاستعدادات والقوى، منها القوى الجسدية وهي كبيرة لكنها محدودة، ومنها القوى النفسية وهي كبيرة وهائلة ولا محدودة بالقياس إلى فكر الإنسان المحدود عمومًا، ومع تلك القوى يمتلك الإنسان الطموح الذي يوازي تلك القوى أو يفوقها، وفي مقابل ذلك يوجد في الإنسان نقاط ضعف يمكن أنْ تحطم تلك القوى وعليه:
1- إذا تحطمت القوى الجسدية، أصبح الإنسان جسدًا خائرًا.
2- وإذا تحطمت القوى النفسية والعقلية أصبح الإنسان موجودًا تافهًا.
والنظرة الموضوعية الواقعية البديهية تفيد بأنَّ وجود تلك القوى والحفاظ عليها، وعدم إضعافها وتحطيمها وبالتالي استطاعة الإنسان ممارسة أعماله الحياتية المعاشية والعبادية وغيرها، كل ذلك بفضل الله ونعمه، فعلينا أنْ نعي هذه البديهة ونجعلها في أذهاننا ونصب أعيننا كي تكون المؤدب والموجه لنا ولتصرفاتنا وسلوكنا في دار الاختبار لجني ثمار أعمالنا فيها، وفي دار البقاء والقرار.)
مقتبس من البحث الأخلاقي " معراج المؤمن " لسماحة السيد الأستاذ - دام ظله -
--
https://s2.gulfupload.com/i/00075/xfibdkdxequi.png