النفس الباقية في فكر الأستاذ المحقق
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
النفس موجودة في مختلف المخلوقات، وهي التي تولد وتموت، وتنتابها الغرائز كالجوع والجنس، وهي التي تمرض وتعذب وتتألم، فأداة النفس هو الجسد الذي تتحكم به وتسيطر عليه، فهي ذلك الشيء الخفي، غير القابل للظهور والإعلان، والذي تحيا به الكائنات والمخلوقات بمختلف الأنواع ومنها الإنسان، والتي بسحبها منها تموت وتفنى. ترتبط النفس بالسلبيات والمفاهيم الرديئة، فهي ميالة دائماً لإشباع غرائزها، ولكن الإنسان صاحب الإرادة هو الذي يتحكم بها ويسيطر علبها، فترقى هذه النفس وتتهذب ويصبح الإنسان قادراً على أداء الوظيفة التي خُلق لأجلها، وتقوى علاقته مع باقي المخلوقات وينتشر الحب وفعل الخير بين الناس، وتحقق غاية الله في خلقه وتعمر الأرض، أما النفوس المريضة فهي التي تدمر البشرية وتعيث الخراب في الأرض، فبالقطع لم تكن نفوس الظالمين والمتجبرين والمتكبرين والطمّاعين والحاقدين والذين أنزلوا أشد أنواع الويلات والنكبات في الشعوب وعلى اختلاف حقب التاريخ البشري، لم تكن هذه النفوس نفوسًا سوية!! ، بل على العكس تمامًا كانت نفوساً ذليلة نتنة مريضة عفنة أحاقت الويلات في جميع مخلوقات الله.
فالفرق بين الروح والنفس هو: أن النفس موجودة في جميع المخلوقات وهي التي تمثل المادية والوجود الموضوعي للمخلوقات وهي التي تتألم وتأكل وتموت وتفكر وتشرب وتنام وترتاح وتمرض . أما الروح فهي خاصة للإنسان وهي سر إلهي، وهي تنسب لله أيضا مما يزيدها ويزيد الإنسان رفعة وتشريفًا بهذا الانتساب، فالروح هي المعرفة والجمال والإحساس وهي التي تعطي البشر القدرة على التميز والخلافة في الأرض والتفكير في الماورائيات وإنتاج العلوم والأفكار والمذاهب والاختلاف.
بالإضافة لما أشار إليه الأستاذ المحقق الصرخي في بحثه الأخلاقي السير في طريق التكامل وللاطلاع عليه هذا الرابط المشار إليه:
https://d.top4top.net/p_754knttx1.jpg تنوعت تقسيمات النفس وأنواعها بين الفلاسفة والمذاهب الفكرية والفلسفية والأديان، ومنها تقسيم القرآن الكريم للنفس إلى ثلاثة أنواع وهي النفس المطمئنة والنفس اللوامة والنفس الأمارة بالسوء، فالنفس المطمئنة هي النفس التي رضيت بما لحق بها من مصائب، فهي دائمة الشكر لله على كل شئ، فلا تتبدل ولا تتغير ولا تتحول إلى الإجرام والخيانة على الرغم من ثقل وهول ما ألم بها، وهي النفس التي يحبها الله تعالي وهي التي تنال القبول بين الناس ويرتاح الجميع إليها، ولا يمكن اكتسابها بسهول بل تحتاج إلى بذل الغالي والنفيس في سبيل الوصول إليها، عن طريق تفعيل سر الله الذي وضعه في الإنسان وهي الروح. أما النفس اللوامة فهي النفس التي لا تمل من مداومة حساب صاحبها على ما فعله من مصائب وجرائم وغيرها، فتستطيع إرشاد صاحبها إلى الطريق القويم بعد ضلاله وبعده عنه. أما النفس الأمارة بالسوء فهي النفس الرديئة التي لا تهتم بالأخلاق أو المنهي عنه وهي التي توقع صاحبها في الرذائل والمصائب والبعد عن الله عز وجل..
....
....علي البيضاني