الشخصية الانهزامية هي الشخصية التي تتمتع بضعف في العزيمة ولا تخطط وتتحدث أكثر مما تفعل قليلة الفعل كثيرة الكلام كثيرة الشكوى ضد الظروف وتنحني أمام أبسط العواصف وتعاني من تسلط أسري في الطفولة وقهر في البيت وخضوع للغير في كل نواحي الحياة. الشخصية الانهزامية هي شخصية لا تهزم إلا نفسها.. تبحث وتجد في البحث بهمة وحماس لكي توقع نفسها في الخطأ لتأسى على حالها ونفسها وتشفق على ذاتها.. وتستدرج الناس لكى يسيؤوا إليها أو يلعنوها وكأنها تتلذذ بالهزيمة والمهانة ثم تعود وتبكى وتشكوا قسوة الناس وعدم تحملهم لأخطائها البسيطة الغير مقصودة.. تضغط على الناس بشدة أو تحرجهم أو تطالبهم بما هو فوق طاقتهم ويستمر في مضايقتهم حتى ينفجروا فيه.. وبذلك تحقق هذه الشخصية بغيتها في إيقاع الناس في خطأ عدم سيطرتهم على انفعالاتهم الغاضبة.. وبهمها في النهاية أن تعمق إحساس الآخرين بالذنب لخطئهم في حقها.. بينما الحقيقة أنها هي التي تدفعهم دفعاً وبإصرار للصراخ فيها. ومنبع هذا السلوك هو عدم ثقتها بنفسها وعدم تيقنها من حب الآخرين لها واهتمامهم وترحيبهم بوجودها بينهم، ولذا فهي تضغط عليهم لتكتشف مدى تحملهم وتقبلهم لها. هذا ما أشار إليه المحقق الأستاذ الصرخي في محاضرته إنهزاميّة سلاطين التيمية تسبَّبت بالتحاق المسلمين بجيوش الغزاة!!! (( وصلنا إلى النقطة الرابعة:... المورد7: مع ابن الأثير، نتفاعل مع بعض ما نقلَه من الأحداث ومجريات الأمور في بلاد الإسلام المتعلّقة بالتَّتار وغزوهِم بلادَ الإسلام وانتهاك الحرمات وارتكاب المجازر البشرية والإبادات الجماعية، ففي الكامل10/(260- 452): ابن الأثير:... ـ ثمَّ قال ابن الأثير: {{[ذِكْرُ وَصُولِ التَّتَرِ إِلَى الرَّيِّ وَهَمَذَانَ]: سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ (617هـ)، أـ وَصْلَ التَّتَرُ، لَعَنَهُمُ اللَّهُ، إِلَى الرَّيِّ فِي طَلَبِ خُوَارَزْم شَاهْ مُحَمَّدٍ، لِأَنَّهُمْ بَلَغَهُمْ أَنَّهُ مَضَى مُنْهَزِمًا مِنْهُمْ نَحْوَ الرَّيِّ، فَجَدُّوا السَّيْرَ فِي أَثَرِهِ، وَقَدِ انْضَافَ إِلَيْهِمْ كَثِيرٌ مِنْ عَسَاكِرِ الْمُسْلِمِينَ وَالْكُفَّارِ، (( الاختلاف في صياغة بعض العبارات ربما يرجع إلى تعدد مصادر الروايات التي اعتمد عليها ابن الاثير، أو أنّ جيش خوارزم تفرّق إلى طوائف فبقي محتمل أنّ كل طائفة ممكن أن يكون فيها خوارزم، فأخذوا بملاحقة فلول الجيوش الإسلاميّة في كل مكان وتبقى الدعوة على نحو الاحتمال وجود خوارزم بينهم وهذه الدعوة على أقل تقدير تكون حافزًا ودافعًا للعساكر بالاستمرار والثبات في القتال)) وَكَذَلِكَ أَيْضًا مِنَ الْمُفْسِدِينَ مَنْ يُرِيدُ النَّهْبَ وَالشَّرَّ، فَوَصَلُوا إِلَى الرَّيِّ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا، فَلَمْ يَشْعُرُوا بِهِمْ إِلَّا وَقَدْ وَصَلُوا إِلَيْهَا، وَمَلَكُوهَا، وَنَهَبُوهَا، وَسَبَوُا الْحَرِيمَ، وَاسْتَرَقُّوا الْأَطْفَالَ، وَفَعَلُوا الْأَفْعَالَ الَّتِي لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا................................(1)..................................... ب- وَلَمْ يُقِيمُوا، وَمَضَوْا مُسْرِعِينَ فِي طَلَبِ خُوَارَزْم شَاهْ، فَنَهَبُوا فِي طَرِيقِهِمْ كُلَّ مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ مَرُّوا عَلَيْهَا، وَفَعَلُوا فِي الْجَمِيعِ أَضْعَافَ مَا فَعَلُوا فِي الرَّيِّ، وَأَحْرَقُوا، وَخَرَّبُوا وَوَضَعُوا السَّيْفَ فِي الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْأَطْفَالِ، فَلَمْ يُبْقُوا عَلَى شَيْءٍ، حيث علق المحقق المرجع السيد الأستاذ الصرخي : [[أقول: لا ننسى ما قاله قبل قليل: {وَقَدِ انْضَافَ إِلَيْهِمْ كَثِيرٌ مِنْ عَسَاكِرِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَذَلِكَ أَيْضًا مِنَ الْمُفْسِدِينَ مَنْ يُرِيدُ النَّهْبَ وَالشَّرَّ}، فأين ابن العلقمي مِن هؤلاء يا بن تيميّة؟!! هل هو الذي جنّد هؤلاء المسلمين لصالح المغول؟!!]] جـ- وَتَمُّوا عَلَى حَالِهِمْ إِلَى هَمَذَانَ، وَكَانَ خُوَارَزْم شَاهْ قَدْ وَصَلَ إِلَيْهَا فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَفَارَقَهَا وَكَانَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ. د- فَلَمَّا قَارَبُوا هَمَذَانَ خَرَجَ رَئِيسُهَا وَمَعَهُ الْحِمْلُ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالثِّيَابِ وَالدَّوَابِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ، يَطْلُبُ الْأَمَانَ لِأَهْلِ الْبَلَدِ، فَأَمَّنُوهُمْ، وقد علق أيضًا المحقق المرجع السيد الأستاذ الصرخي : [[أقول: لكلِّ معركة وكلِّ حادثة ظروفها وحيثيّاتها، فمُدُنٌ تُباد بما فيها على أيدي التَّتار، ومدن تَسلَمُ بما فيها، وأنَّ مواقفَ الناس وحكّامَهم وزعماءهم لها دور كبير في تحديد موقف المغول في إعطاء الأمان أو عدمِهِ]].
بالإضافة للإطلاع على المحاضرة بكاملها رقم46 من بحث (وقفات مع .... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري)
لم نرَ من سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله) إلاّ التألق والأبداع والإلمام باﻷسس الكلية ..
في هذه المناظرة العقائدية التأريخية وكما غيرها الكثير..
وهذا ناتج من حكمته ولبابته ,
ورحابة صدره وسماحة نفسه , وحسن اﻹعداد, وشمولية التحضير,
وطول المراس, المصحوب بالثقة النفسية, المدعومة بقوة الدليل ,
المشفوع بروعة اختيار المثال الملائم للكلام الذي يريد أن يتفوه به,
فنراه كالطود الشامخ أمام من يناقش , ويناظر آراءه وافكاره ومعتقداته من الفقهاء والعلماء .
فنسأل الله تعالى أن يحفظه ويوفقه ويسدده .. ويرزقنا وأمة الأنصار الأخيار شفاعته بالدنيا والأخرة .