الشعائر الحسينية وسيلة وليست غاية ..والراب الحسيني الاسلامي احد تلك الوسائل
احمد ياسين الهلالي
الجميع يعلم ان الشعائر الحسينية بمختلف اشكالها وصورها ومضامينها هي وسيلة وليست هدف ولا غاية ، فالهدف والغاية هو مايراد ايصالة من تلك الشعائر من مبادى وقيم واخلاق وتربية وصلاح وتغيير في المجتمع ، وكل ذلك ماخوذه من تلك التضحية الكبرى والثورة الحسينية العظيمة للامام الحسين ( عليه السلام ) و التي اصبحت مدرسة يتعلم منها الاجيال ، وللشعائر الحسينية ميزة عظيمة يلاحظها كل من عمل بها او مارس طقوسها او شاهدها، فهي شعائر متجددة ومتطورة تتجدد وتتطور مع تطور المجتمعات وتقدمها ، ونحن نعلم ان نجاح تلك الشعائر وتحقيق اهدافها ليس بمقدار من يحضرها او يمارسها او من يدافع عنها ، وانما نجاحها بمقدار انعكاسها وتطبيق اهدافها من قبل المجتمع على ارض الواقع ، ولكن للاسف الشديد لم ننتفع من تلك التضحيات ولم نوظفها بالشكل المطلوب ، حيث وقع جل اهتمامنا بظواهر الشعائر وتركنا جوهرها ، فمن ينظر الى الانحرافات والانحدار في الاخلاق والسلوك و التعاملات وكثرة الفساد والتخنث والميوعة والمخدرات وغيرها ، ويقيسها مع ماموجود من مجالس وخطب وفضائيات وغيرها ، يستنتج منها ان الموعظة والتوجيه والارشاد والمجالس وغيرها لايؤثر في الناس ألا النادر الاندر، وان الموعظة تنتهي بانتهاء المجالس و المحاضرات ، كما واصبح اليوم من الصعب ان يستمع الشباب ويتعض بخطب وارشادات اصحاب المنابر، لما شاهدوه من فشل تلك المؤسسات الدينية في اعانتهم ، بل وتوريطهم وخداعهم والضحك على ذقونهم بتسليط زمرة خائنة فاسدة باسم الدين والمذهب فاصبحت لهم العقدة من المعمم ورجال الدين وكل واعض، لذلك لابد من ايجاد طرق ووسائل اضافية للوصول الى اولئك الشباب وانتشالهم من الواقع المرير والمزري والخطير الذي يعيشون فيه ، ومنها سموم الراب الامريكي الخلاعي الذي غزى المجتمعات واصبح ينتشر بين الشباب بين الممارس له والمشاهد له ، اذن لابد من الوقوف بوجه ذلك الخزو الثقافي والتصدي له ،باساليب تتناسب مع الوضع او الغزو الذي يجتاحنا ، فماهو الضير من استخدام بعد تفريغه من محتواه وتحويله الى راب حسيني اسلامي ، ونطرحه الى اولئك الشباب وهي تجربة ، ولا اشكال فيه ، فمثلا الزجاجة او الاناء التي كان بداخلها سموم او خمر اوامراض وتم تطهيرها وتعقيمها وتنقيتها ووضع فيها مياه نقية او عصير او أي شراب اخر فهل يبقى فيها شيء من الخطورة او الضررعلى من يستعملها او من يتناولها ، بالتاكيد كلا ، اذا فلماذا هذا الامتعاض ولماذا هذا الفهم الخاطى لقضية الراب الحسيني الاسلامي من بعض الناس ، ولماذا هذا الوقوف بوجه القضية الحسينية ، ولماذا يعلى صوتك هنا ولا نسمع لك صوتا ولا همسا في الانتهاكات والاجرام والسرقات التي يتعرض له المجتمع من احتلال وعصابات ومافيات واحزاب وغيرها ، فأين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واين الاصلاح واين اعانة المظلوم واين التضحية واين الايثار ، تلك هي الشعائر الحسينية الحقيقية واهدافها فلماذا لا تنتفضون ؟!.