المحقق الصرخي: المهدي نور يهتدي إليه المؤمنون
بقلم: سليم الحمداني
لقد كانت بحوث ومحاضرات سماحة الاستاذ الصرخي الحسني وخاصة التي تناولت موضوع العقائد والتاريخ الإسلامي وبأسلوبه التحليلي المميز الذي يتميز بالسلاسة وقوة ومتانة الدليل كانت هذه البحوث كاشفة للعديد من الحقائق التاريخية والعقائدية ومنها قضية الامام المهدي _عليه السلام _ التي تعد من اهم الامور الحساسة والمصيرية للمجتمعات عامة لان الامام _عليه السلام _ عند قيامه وظهوره وانشاء دولة الموعودة المباركة سوف يسعد فيه الناس عامة والمؤمنون خاصة لانهم على انتظار وترقب طويل لتلك اللحظة المباركة الميمونة التي سوف يظهر الله فيها الحق ويعم الامن والامان ويشرق نور المهدي المبارك الذي يضيء الارض والسماء لان الامام هو نور الله في الارض وحجته على عبادة وهو الذي يقيم عدلة وينتشر الدين على يديه فلذا سيكون هو باب الهداية الواسع والذي يهتدي اليه الجميع ويتوافدون اليه وهنا اشارة بهذا الخصوص لسماحة المرجع المعلم الصرخي الحسني خلال المحاضرة الثامنة من بحثه الموسم : (الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم-) تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي لسماحة قوله :
(المهدي نور يهتدي إليه المؤمنون
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ:... هنا أمور: الأمر الأول: أـ الخطاب في النص القرآني الشريف غير مختص بالمؤمنين، فجاء بعنوان الناس والقوم، إضافة إلى أنّ فِعل الهداية والإخراج نُسِب إلى النبي، الرسول، إلى موسى، وخاتم الأنبياء والمرسلين- عليهم وعليه وآله الصلاة والتسليم-، فلم يُنسَب ذلك إلى الله- تعالى- بالمباشر، قال- تعالى-: {... كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى? صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ?1?... وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى? بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ? إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ?5?... وَقَالَ مُوسَى? إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ?8? أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ? وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ ? لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ? جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ?9? قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى? أَجَلٍ مُسَمًّى... (10)...} إبراهيم. ب- نجد في سورة البقرة خطابًا موَجَّهًا إلى المؤمنين، وإنّ فِعْلَ الهداية والإخراج (مِن الظّلُمات إلى النور) نُسِب إلى الله- تعالى- مباشرة، وليس لنبيّ، ولا لرسولٍ، ولا لكتابٍ سماويّ، قال- سبحانه وتعالى-: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ? وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ? أُولَ?ئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ? هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة257. جـ- يُستفاد مِن المعاني القرآنية أعلاه أنّ الظلمة والنور معاني نسبيّة، فممكن أنْ يكون الشيء نورًا بالقياس إلى ما هو أدنى منه، فيما يكون نفس الشيء ظلمة بالقياس إلى ما هو أرفع وأعلى منه، فعندنا مرحلة نور وإيمان تترتب على فعل الرسل وإخراجهم للناس من الظلمات، ويكون ذلك النور بمثابة ظلمة يكون فيها المؤمن، فيحتاج إلى تدخّل إلهي، وفِعْلٍ إلهي، لإخراج المؤمن مِن تلك الظُلْمة إلى النور الأرقى والأجلى، وهذا المعنى والتدرّج في الإيمان والرقي في النور يحتمل أنْ يراد به أو يرجع إليه معنى الاهتداء الذي يترتب على الإيمان، قال- تعالى-: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى?} (82) طه، فَنُورُ الاهتِداء لولايةِ أهلِ البيت ولمهديّ آخرِ الزّمان يمثّلُ النور الذي يتدخّل الله- تعالى- في جعلِهِ وَتَحقيقه والتفضّل به على المؤمنين. الأمر الثاني.. الأمر الثالث..17- دَابَّةٌ مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ..18- الطَبْعُ والاهتداءُ والساعةُ بَغْتةً...)
مقتبس من المحاضرة {8} من بحث: (الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم-) تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني- دام ظله-
17 صفر 1438هـ - 2016/11/18 م
==========================
https://a.top4top.net/p_12042hbis1.jpg ===