المحقق المعلم يبين لنا العدالة وطرق تحديدها في الفقه الإسلامي
سليم الحمداني
إن الواجب الشرعي والأخلاقي والتاريخي المناط على المرجع ومن يتصدى للفتوى والقيادة هو إعطاء الإجابة الشافية والوافية للمكلف ويبين له جميع الأحكام الشرعية التي قد يتعرض لابتلاء بها في حياته اليومية ويبين الأمور المهمة وإرشاده وتوجيهه نحو الخير والصلاح وتوضيح ما يستفهم عنه وهذا البيان والتوضيح قد لمسناه من سماحة المرجع الصرخي الحسني ومن تلك الأمور عندما سئل سماحته عن العدالة وتعريفها وكيف يمكن تعريفها لأن العدالة من الأمور المهمة في إمام الجماعة وإمام الجمعة والمجتهد ومرجع التقليد لأنها هي البيان لشخصية هذا الفرد المعني وبيان سيرته ومن خلال هذه العدالة يمكن أن نجعل الشخص أن يتصدى أم لا وقد بين سماحته هذا الأمر بالتفصيل وكيف يمكن الاستدلال على هذا الأمر ما في الجواب أدناه :
(العدالة
سماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ما هو تعريف العدالة في نظركم وكيف يمكن معرفتها؟
بِسْمِهِ تَعَالَى:
العدالةُ: عبارةٌ عَن الاستقامةِ عَلى شَرْعِ الإسلامِ وطريقتِهِ بِشَرْطِ أن تَكونَ هذهِ الاستقامةُ طَبيعةٌ ثابتةٌ للعادِلِ كَالعادَةِ، وبِعبارةٍ أُخرى: هيَ التي يُعصَمُ الإنسانُ بِها، عَن المَزالِقِ والانحِرافاتِ، في جادّةِ الشريعةِ المقدَّسةِ ويَسلُكُ فيها السلوكَ المُستَقيمَ الطبيعِيَّ، ولا فَرْقَ مِن هذهِ الجهةِ بَينَ تَرْكِ الذنْبِ الكبيرِ والصغيرِ، ولا بَينَ فِعْلِ الواجبِ وغَيرِهِ مادامَ الإذْعانُ والاستِسْلامُ رُكْنـًا مِن أركانِ الطاعةِ لِأمْرِ الله تَعالى ونَهْيِهِ.
قالَ تَعالى: {وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ}، سورة الجن/16.
وقالَ تَعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ}، سورة هود/112.
والعدالةُ شَرْطٌ أساسِيٌّ في مَواضِعَ شَرْعِيَّةٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنها: المَرجِـعيَّةُ العُليا لِلتقليدِ، والوِلايةِ العامَّةِ على المُسلمينَ، القَضاءُ، إمامَةُ صَلاةِ الجَماعةِ، إقامَةُ الشهادةِ، الشهادةُ على الطلاقِ وغيرِها.
والعدالةُ في الجميعِ بِمعنى الاستقامَةِ على الشَّرْعِ، وهذهِ الاستقامَةُ تَستندُ إلى طَبيعةٍ ثابتةٍ في الإنسانِ المُستقيمِ، وكُلّما كانَت المسؤوليّةُ أكبرَ وأوسعَ كانَت العدالةُ في مَن يَتحمَّلُها بِحاجةٍ إلى رُسوخٍ أشدَّ وأكْمَلَ في طبيعةِ الاستقامَةِ لِكَيْ يُعصَمُ بِها مِن الانحرافِ والمَزالِقِ.
وتُعْرَفُ العَدالةُ بِطُرُقٍ:
الأوّل: بِالحِسِّ والمُمارَسَةِ.
الثاني: شهادةُ عادِلَيْنِ بِها.
الثالث: حُسْنُ الظاهرِ والسيرَةُ الحَسَنَةُ بَينَ الناسِ؛ أَيْ: يَكونُ مَعروفـًا عِندَهُم بالاستقامةِ والصلاحِ والتدَيُّنِ وإنْ لَمْ يُفِدْ الوثوقَ والاطمئنانَ.
الرابع: وتُعرَفُ العدالةُ أيضـًا بِشهادةِ الثقَةِ، وهوَ الشخصُ المعروفُ بِصدقِ اللهجةِ والتحَرُّجِ عَن الكذبِ، حَتّى لَوْ لَمْ يكُنْ عادِلًا ومُلتزِمـًا دينيّـًا في كُلِّ سُلوكِهِ، ويُمكنُ القَوْلُ أنَّ كُلَّ عادِلٍ ثِقَةٌ وليسَ كُلُّ ثِقَةٍ عادِلًا.
استفتاءات وأحكام طبقَ فتاوى سماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله-
-------------------------
https://5.top4top.net/p_1297xqb2p1.jpg ----------------
للاطلاع على الفتاوى على الرابط التالي:
facebook.com/fatawaa.alsrkhy.alhasany