الفيلسوف المعاصر ..الطاعة العمياء بين عواطف الإنسان ..وإلغاء العقل
احمد ياسين الهلالي
عندما تكون مملكة البدن تقودها العواطف والرغبات والأهواءات ، بمنحى عن العقل الذي جعله الله تعالى لنا بمثابة النبي الباطني و الذي يوجه الإنسان دائمًا إلى ماينفعه وما لايضره ، فإن بالتأكيد يكون مصير الإنسان على شرف هار ، في أي وقت يمكن يقع في الهاوية لاسامح الله تعالى ، من قبل مصائد المكرة والمخادعين وأئمة الضلالة الذين يتربصون لهم في كل حين ، من حيث أنهم لايتكلمون يخاطبون الناس بعقولهم للوصول إلى مايريدون ، وإنما يحاولون النفاذ إلى نفوس الناس من خلال عواطفهم وتمنياتهم وبصورة تتلائم مع عقائدهم وتوجهاتهم ، لذلك فعلى الإنسان المؤمن وكل إنسان عاقل ، وقبل أن يتم تسليم الرقاب للآخرين والانقياد لهم بالطاعة العمياء ، عليهم أولاً أن يثبتوا أحقية من أذعنوا له بالطاعة والولاء ، ولايمكن اثبات ذلك من خلال بعض العقائد والصور الذهنية وشخصيات ذكرها التاريخ قبيل الظهور المبارك ، بل يجب اثباتها من خلال ما يمتلكه الولي من علوم ومعارف وأحكام وبراهين قاطعة تثبت أحقية ذلك الشخص بالطاعة والولاية ، لكننا للأسف الشديد نرى اليوم الكثير ممن تخلى عن عقله وسار خلف عواطفه ومخيلته ، فأصبح يقاد كما تقاد بهيمة الأنعام ، وقد ذكر وصفهم المحقق الأستاذ السيد الصرخي الحسني في تغريدة له اليوم على تويتر قائلا:(يَقودُ القَطِيعَ بــ.."الطّاعَة العَميَاء..وَإلغاء العَقل" يأمر الناس بالتخلي عن عقولهم وعزل تفكيرهم والطاعة العمياء له ! يَبْذُرُ بُذُورَ العَقائد الفَاسِدة.. ويصور الباطل بصورة الحق ويرى نفسه أعظم من النبي والقرآن ) انتهى كلام المحقق ، إذن فكيف أصبح للإنسان المؤمن أن يقبل بتلك التصورات و أن يرى الباطل يتصور بصور الحق ، وأن يقبل بتلك العقائد الفاسدة ويقدمها على كلام الرسول والقرآن .