المرجع الصرخي ... الأعلَمُ بِالأصول.. مُجتَهِدٌ...ولكن!!
سليم الحمداني:
الثابت عند أهل العلم وبالأخص في مجال التشريع أي الفقهاء أن المجتهد وهو الذي قادر على استنباط الحكم الشرعي من أدلته التفصيلية وهنالك مراتب في هذا الاجتهاد حيث يكون الأعلم بالمجتهدين من هو أكثر إصابة للواقع أو قريب منه وهذا يتحدد من خلال معرفة العالم أو المجتهد بمبادئ أحكام الاستنباط في علمي الفقه والأصول والعلم الأرجح والأقوى هو علم الأصول كون العلم الذي يهيئ القواعد العامة للاستنباط الحكم الشرعي للفقيه وهنا كلامنا مع السيد الصدر-رحمه الله- حيث أنه ومن خلال ما بينه الأستاذ الصرخي أن كلامه يثير الاستغراب والاستفهام من خلال ما صرح به في لقاء الحنانة عن اجتهاده وكيف أن جماعة من الأصدقاء دعوه لتدريسهم واتضح أنه من خلال تدريسهم تبين أنه مجتهد فأين الدورات والدروس وليس هذه قواعد يدرسها رجل الدين ومن خلال تقريراته على بحوث أستاذته ومن درسوه يتبين أنه مجتهد بكونه قادر على استنتاج واستنباط الحكم من ما درسه وهنا إشارة لسماحة المرجع الأستاذ خلال تغريدته بهذا الخصوص قائلا :
(أستاذُنا الصدرُ(رض).. عالِمٌ ناصِحٌ.. غيرُ معصوم
11ـ الأعلَمُ بِالأصول.. مُجتَهِدٌ...ولكن!!
قالَ الأستَاذ(رَحِمَه الله){تَقرِیباً (۱۹۷۷م) أو (۱۹۷۸م)..جَمَاعَة مِن الأصدِقَاء، قَالوا لِي نُرِيدُك أن تُدَرّسَنا بَحْثَ خارج، دَرْس خَارِج فِقه، فَقُلتُ لَهُم: لَا بَأس... واستَمَرّ الدّرسُ شَهرَين أو ثَلاثَة، مَسألتَينِ أو ثَلاثَ أو أربَعَ مِن كِتابِ الطّهَارَة..فَوَجَدْتُ أنّي مُجتَهِدٌ...فَلِمَاذا أنَا لَستُ بِمُجتَهِد؟! فَعَلِمتُ بِاجتِهادِي فِي ذلِك الحِين! قَد أكونُ مُجتَهداً قَبلَ ذلِك أنَا لَا أدرِي!}!! [ لقاء الحنّانة1، مواعِظ ولِقاءات:19]
حَادِثَة لَا تَخلو مِن الغَرابة!! فَأينَ المَطَالِبُ الأصولِيّة؟! وَأينَ إكمالُ دَورَة أصولِيّة وَزِيادَة؟! وَأينَ الفهْمُ وَالاستِيعابُ لِلبحوثِ الّتي تَكشفُ عَن الاجتِهَادِ والأعلَمِيّة عَلَى الخوئي وَبَاقِي المَراجِع وَالمُجتَهِدِين؟!
قَال(طَيّبَ اللهُ ثَرَاه):{حَضَرتُ بَحثَ خَارِج(الصّدر الأوّل) دَورَةً وَنصفاً أو أكثَر، دَورَةً وَثَلاثَة أربَاع فِي الأصول..هذا تَارِيخ حضورِي، نَقول (1966م) أو (1965م)..وَبَعدَ حضورِه(بَحث الصّدر الأوّل) رُبّمَا بِأقَلّ مِن سَنَة..حَضَرتُ (دَورَة أصولِيّة عِندَ الخوئي) بَقيتُ فِيها الى جَمِيعِهَا تَقرِيبًا أو تَحقِيقًا..قَد حَضَرتُ دَورَةً كَامِلَةً عِندَ أعلَمِ المَوجودِينَ(الخوئي ومحمد باقر الصّدر) على الإطلاق..إذن فأنا أستوعب التأريخ العلمي والعقلي لعلم الأصول مع زياداتهم }[لقاء الحنانة1، مواعظ ولقاءات:(16ـ18)]
إذَن، فِي عَام(1965م) أو (1966م) حَضَر الأستَاذ بَحثَ الأصولِ عِندَ الصّدرِ الأوّل، وَبَعدَ أقَلّ مِن سَنَة حَضَرَ بَحثَ أصولِ السّيّد الخوئي.. وَأشَار(رَحِمَه الله) إلى أنّه إضافة لِدَورة أصول الخوئي فإنّه قَد أكمَلَ ما يُقَارِب دَورَتَينِ أصولِيّتَينِ عند أستاذِهِ محمد باقر، أي أنه في عام (1976م) أو قبلَ ذلِك، كَان قَد أنهَى دَورَة أصولِيّة وَزِيادَة، وَبِهذا يَكون قَد حَصَلَ عَلى أرقَى البحوثِ عِندَ أعلَم الأصولِيّينَ، فَاذا كَان الأستَاذُ فَاهِماً ومستوعبا لتلك البحوث الاستدلالية العميقة، فَلِمَاذا لَم يَكتَشِف أنّه مُجتَهِد؟! وَلِمَاذا لَم يَكتَشِف أنّه قَادِرٌ عَلَى الاستِنبَاطِ فِي الفِقْهِ مَادَامَ قَد تَمَكّنَ مِن الأصول، الّذي هُوَ مِقيَاسُ الأعلَمِيّة فَضلاً عَن الاجتِهاد؟! خَاصَّةً، أنّ الأستَاذَ نَفسَه يُشيرُ وَيَستَدِلّ بِهذا المَعنَى بِلِحَاظِ فَلسَفَتِنا وَاقتصادِنَا وَبِلِحَاظِ مُؤلّفَاتِه كَالمَوسوعَةِ وَغَيرِها، لإثبَاتِ الاجتِهَادِ فِي الفِقْه!!
فِي رَدّهِ عَلى إمكَانِ اعتِبارِ المَوسوعَة دَلِيلاً عَلى اجتِهادِه، قَالَ الأستاذُ(رَحِمَه الله):{الرّجل(قَدّسَ اللهُ روحَه الزّكِيّة) عِندَهُ فَلسَفَتنا، وَعِندَه اقتصَادنَا جُزئَينِ، وَعِندَه کیت وَعِندَه کیت، فَكَان يَسألُ النّاسُ، هَل هذِه الأمورُ تَدلّ عَلَى اجتِهادِه أم لا؟ أنَا كنتُ أجِيبُ بِهذا الجَواب: أنّ المُستَوَى الذّهنِي الّذي يَستَطيعُ إنتَاجَ مِثْل هذِه المَطَالِب..قَادِرٌ عَلى أن يَستَنتِجَ هُناك أيضًا بِنَفسِ هَذا المستَوَى..المُستَوى الذّهنِي الّذي سَاعَد عَلَى ذلِك حَتمًا يُسَاعِد عَلَى المستَوَى الَذي يُسَمّونَه بالإجتِهَاد فِي الفِقْه وَالأصول أكِيداً، فَأنَا كُنتُ أدافِعُ عَن أستاذِي السّيِّدِ الصّدر بِهذا الدِّفَاع..فَإذا كُنتُم تُدافِعونَ عَنِّي بِهذا الدّفَاع أيضًا اشكاله صَحِيح، الفِكرَة صَحِيحَة فِي نَفسِها}!! [لقاء الحنانة1، مواعظ ولقاءات:22]
يَظهَرُ مِن كَلاَمِه أنّ دِفَاعَه عَن استَاذِه كان قَبلَ حضورِه بَحْث استَاذِه وَإلّا لَكَان هُو مِن أهلِ الخِبرة وَشَاهِدًا عَلَى اجتِهَاد استاذِه!! ثمّ أنّه قَبلَ أن يَكتَشِفَ أنّه مُجتَهِد، في السنة السابِقة والسنين التي سبقتها، لِمَاذا لَم يُجَرّب وَلَم يُحَاوِل الاستِنبَاطَ وَلَو فِي مَسألَةٍ وَاحِدَة، ولو في مسألة ابتلائية واحدة؟! وهل يُعقَل أنّ كلَّ ذلِك لم يَدفَعْه لِإجرَاءِ عَمَلِيّة استِنبَاط وَلَو وَاحِدَة؟! وَالسّؤالُ الأهَم، لِمَاذَا لَم يَكتَشفْ الاجتِهَاد وَالقدرَة عَلى الاستِنبَاط مِن خِلَال حضورِهِ البحوث العَمِيقَة لِأكثَر مِن عَشرِ سِنِين عِندَ أعلَم العُلَمَاء؟!)
الصّرخي ا
https://www.facebook.com/photo/?fbid=138369347807872&set=a.130339455277528