المرجع المحقق: أستاذنا الصدر غَيْر مَعْصُوم...سِيَاحَة وَآثَار...قَصْف وَدَمَار...!!
سليم الحمداني:
لقد مرت محن عديدة على العراق وظروف عصيبة جدًا وخاصة أبان الحصار الاقتصادي الذي فرض على البلد بسبب سياسة النظام السابق حيث عاش العراق نقص في الغذاء والدواء ومعها هجمات جوية وصاروخية من قبل قوات التحالف بقيادة الأميركان وفي تلك الفترة أرسلته الدولة وفد ضمن شخصيات دينية من المذهب السني والشيعي وكان الوفد بزعامة السيد محمد الصدر -رحمه الله- حيث كانت مهمة الوفد طلب المساعدات وما شابه من ذلك وقد دون هذه الرحلة والسفرة السيد الصدر بأهزوجة شعرية وذكر بها كل التفاصيل ومنها السفرة التي حرموا وكان شديد الشوق إليها وهي السفر إلى آثار اصفهان إلا أن العراق وكما أشرنا قد تعرض إلى هجمة جوية وتم قصف ملجأ العامرية وراح ضحيته المئات من الأطفال والنساء ورغم هذه الفاجعة الأليمة إلا أن السيد الصدر كان مصرًا على إكمال الرحلة والتنزه... فهنا نوجه إلى السلوكية استفهامًا بخوص السيد الصدر الذي يعتبرونه معصومًا وعارفاً ووليًا للمسلمين فكيف يفكر بالنزهة والسفر والسياحة وأبناء العراق يعانون الجوع والحرمان والمرض والخوف وهنا تغريدة سماحة المرجع المحقق بهذا الخصوص قوله:
(أستاذُنا الصدرُ(رض).. عالِمٌ ناصِحٌ.. غيرُ معصوم
17ـ غَيْر مَعْصُوم...سِيَاحَة وَآثَار...قَصْف وَدَمَار...!!
الفُرصَة فَاتَت وَالغُصّة بَقِيَت مُلَازِمَة لِسَيّدِنَا الأستَاذ، فَقَد وَثّقَها فِي الأرجوزَة الإيرَانِيّة عَام(1991م)، وَذَكَرَها فِي لِقَائِه عَام(1998م) قَبلَ وَفَاتِه بِأَشْهُر:
أـ السّيَاحَة وَزِيارَة آثَار أصبَهَان(أصفَهان)، قَد اِعتَبَرَها الأستَاذ فُرصَة مُبهِجَة لَطيفَة، وَحَذّر رِفَاقَه مِن تَفوِيتِهَا فَتَصِير غُصّة، قال(رحمه الله) فِي أرجوزتِه الإيرانيّة:
وَكَان فِي النّيّة وَالوجدَان...بِأن نَروح نَحو أصبَهَان
قُلتُ لَهم: بِأن هَذِي فُرصَة...فَلا تردّوها عَلَينا غُصّة
وَإنّها لَرِحلَة مَكفولَة...مُبهِجة لَطيفَة مَوصولَة
فَاِهْتَبِلُوهَا يا رِفَاقِي فرصَة...كَي نَحتَبي فِي دَهرِنَا بِحِصّة
ب ـ أرَادَ الأستَاذ أن يُكمِلَ سَفرَتَه السّيَاحِيّة بِزِيَارَة آثار أصبَهَان{الآثار القديمة..آثارٌ مشهورةٌ}، لكِن جَاءَهم خَبرُ قَصْفِ الأمرِيكَان لِمَلجَأ العَامِرِيّة مُخَلِّفًا مِئَات الضّحَايَا مِن النّسَاء وَالأطفَال،قال: {بِقَصفِ مَلجَا بِه كَان البَشَر..قد كَثرت بِقَصفِه الرّزِيّة}..{حَيث تَكاثَر الجرَاح فِيهم..وَلَم يَكُن فِي القَوْمِ مَن يَحمِيهم}..{كَمَا سَمِعنَا كثرَة القَتلَى بِه...فَهو المُهمّ أبَدًا فِي بَابِه} [أشعار الحياة307، الأرجوزة الإيرانيّة]
جـ ـ مِن الطّبِيعِي جِدًا جِدًا أنّ أيَّ إنسَانٍ سَيَتركُ السّيَاحَة وَالآثَار القَديمَة وَالآثَار المَشهورَة وَيرجِع إلَى بَلَدِه وَشَعبِه المَقتولِ المَفجُوع، خَاصّة وأن أعضاء الوفد قَد تغيّرت أحوالهم نحو القلق والحزن، {كَمَا سَمِعنَا كثرَة القَتلَى بِه...فَهو المُهمّ أبَدًا فِي بَابِه}..{عندئذ تحوّلت أحوالهم...فِي وَفدِنَا حزنًا عَلى مَا نَالهم }[أشعار الحياة307، الأرجوزة الإيرانيّة]
دـ لكِن مَع شَدِيدِ الأسَف وَالألَم لِلمَوقِف العَجِيبِ الغَرِيب!! حَيث يُصِّرُ الأستَاذ عَلَى إكمَال السِّيَاحَة، وَالتّرغيب لِرِفاقِه بذلك!! قَالَ:{وَنحن إن عُدنا إلى العراق..}..{فلن نعود لربى إيران...ولو تمادى في مدى الزّمان}..{هذا ونحن قَد نَرى الحكومة...قَانعة بكلّ مَا نَرومَه}..{فَلَو طلبنا منهم الزيارة...لكل ما في الأرض من حضارة}..{لقبلوا منا عظيم الطلب...ولم نجد منهم إلينا من أبي}[[أشعار الحياة306، الأرجوزة الإيرانيّة]
هـ ـ وَلَم يُخْفِ مَشَاعِرَه بَل عَبّرَ بِكُلّ صَرَاحَة عَن أسَفِهِ بَل عَن عَظِيم أسَفِه لِمُغَادَرَة الوَفد إلَى العِراق دون زِيَارَة الآثَار وَمَغَانِي تُحَف أصبَهَان، { قَد غَادَرَ الوَفدُ مَغَانِي التّحَف...نَحو العِرَاق فِي عَظِيم الأسَف}[أشعار الحياة308، الأرجوزة الإيرانيّة]
وبعد سنين قال أيضًا:{هذا الرجل(الكبيسي)... رَجّعنَا بِكُلّ صورَةٍ، جَرْنَا مِن إيرَان جَرّ}[اللقاء الصوتي1، مواعظ ولقاءات122])
الصّرخي الحسني
https://www.facebook.com/photo/?fbid=143378867306920&set=a.130339455277528