المحقق المهندس:يا مارقة آخر الزمان، في كتب الصحاح ابن مريم يصلّي خلف المهدي!!!….
بقلم:ناصرالسعيد
إنه الرّجل الصالح، والقائد الفذّ، صاحب العقل الراجح، والنظر الثاقب، والسيرة الحميدة، والتي لم نقف على كلّ تفاصيلها؛ لأنها غيبٌ لم نره بعد، وإن كنّا نلمس حسنها وجمالها من خلال الفضائل النبويّة التي حظي بها، ومن خلال دراسة مكوّنات الدولة التي سيؤسسها، ومن السياق التاريخيّ الذي يُظهر مآثره وأعماله الجليلة، ويكفيه موافقة النبي –صلى الله عليه واله وسلم- في اسمه واتّصاله بنسبه، وموافقته لهديه وسمته، واشتراكه مع شيءٍ من صفات خِلْقته، إنه محمد بن عبد الله، من السلالة الطاهرة التي تنتمي إلى فاطمة بنت سيد الخلق كما جاء في حديث: (المهدي من عترتي، من ولد فاطمة) رواه أبو داوود ، والعترة هم أولاد الرجل من صلبه كما ذكر العلماء.
وإذا كانت البركة منوطةٌ بالصلاح، وخلافة المهدي ستكون على منهاج النبوة: (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) رواه أحمد والبزّار والطبراني، فلا عجب إذن في أن تكون أيام خلافته أيّام بركةٍ وخيرٍ ونماءٍ وزرع ورخاء، كما جاء في قوله صلى الله عليه واله وسلم: (يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة) رواه الحاكم وصححه الذهبي، وهكذا تكون حال الأمم حينما تحكم بالشرعة الإلهيّة المشتملة على غاية العدل والقسط.
ولعل أبرز الأحداث المذكورة في سيرة هذا الرجل العظيم، لقاءه المنتظر بأحد أولي العزم من الرسل، وهو عيسى بن مريم عليه السلام، ومما هو مذكور في هذا السياق إصرار هذا النبي الكريم بتقديم المهدي إماماً للناس تكرمةً لهذه الأمة وبياناً لخاتميّة رسالتها وتأكيداً على ريادتها وقيادتها، يحكمون على الناس من سائر أهل الأديان، ولا يحكم عليهم غيرهم: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} (البقرة:143)، وقد جاء في مسلم قول النبي صلى الله عليه واله وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقول أميرهم: تعال صلّ بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة) رواه مسلم.
وليست المسألة مجرّد لقاء وصلاة، بل حتماً سيكون لهذا القائد العظيم علاقةٌ محكمة بنبي الله عيسى (عليه السلام)، ومن خلال هذه العلاقة بينهما ستتحقّق المكاسب العظيمة من إرساء العدل والحق، وتوسيع الرقعة الإسلاميّة، ونشر الدين الصحيح، والقضاء على الضلالات وإبطال مظاهرها، وقتال أهل الباطل وقتل أعظمهم فتنةً وكفراً، ونعني بذلك الدجّال، حيث يُباشر قتله نبي الله عيسى عليه السلام بباب لُد – وهي قرية معروفة بأرض فلسطين-.
وممن تطرق لهذا الموضوع المحقق الاسلامي الاستاذ الصرخي الحسني في محاضرته(1) من بحثه الموسوم(الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول “صلى الله عليه وآله وسلّم) ومما جاء في هذه المحاضرة بخصوص الموضوع أعلاه أنقل اليك عزيزي القارئ
هذا المقتبس: خطوة2: لقد وصلنا الكثير من الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي (عليه السلام)، وأنّه سيكون في آخر الزمان، وهو علامة من علامات الساعة وشرط من أشراطها، وقد ذكر اسم وعنوان (المهدي) صراحة في الكثير منها، فيما أشارت باقي الروايات إلى عناوين فَهم منها كل عقلاء المسلمين أنّ المقصود منها هو شخص المسمى بالمهدي، ومن هذه الأحاديث:1..2..5- وعن أبي سعيد الخُدري (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): {منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه}. (رواه أبو نعيم في أخبار المهدي//صحيح الجامع الصغير/ وقال الألباني: “صحيح”)8..خطوة3..العنوان الرابع: يكفّرون أمّ المؤمنين والنبي ويكذّبونه!!! أولًا..رابعًا……انتهى كلام المحقق الصرخي
وبعد: فإن الاعتقاد في المهدي المنتظر وارتباطه بأشراط الساعة هي قضيّة عقديّة في غاية الوضوح عند المسلمين، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطوّل الله ذلك اليوم حتى يُبعث في الناس.