المحقق الأستاذ: الْأَصْلُ فِي الْإِمَامَةِ هُوَ الْعِلْمُ وَالْقَضَاءُ....
بقلم: ناصر السعيد
ربما يمكن القول بأنه لم ياتِ محقق على مر التاريخ كالمحقق الأستاذ الصرخي قد وضع النقاط على الحروف وفكّ الكثير من الألغاز في الأحداث التأريخيةإن صحت التسمية ....فالأول مرة يأتي هذا الطرح من لدن المحقق الأستاذ ليبين لنا حقيقة مدوية مفادها أن الخلاف بعد وفاة الرسول الأقدس لم يكن صراعا على الإمامة فمقام الإمامة كان محفوظا والدليل على ذلك أن السلطتين التشريعية والقضائية كانتا بيد الإمام علي بن أبي طالب( عليه السلام) فكانوا يرجعون اليه في القضايا العلمية والتشريعية والمعضلات لان الاصل في الإمامة هو العلم والقضاء...وإنما كان الخلاف على الرئاسة والحكم والخلافة !!
وفي هذا يقول المحقق الأستاذ في إحدى محاضراته في العقائد والتأريخ أن الاصل في الامامة هو العلم والقضاء والراية غير ملازمة للإمامة....هذا وغيره الكثير مما تطرق اليه المحقق الأستاذ بهذا الخصوص وهذا مقتبس منه( ( الْأَصْلُ فِي الْإِمَامَةِ هُوَ الْعِلْمُ وَالْقَضَاءُ
إِذًا نُؤَكِّدُ عَلَى أَنَّنَا لَا نَعْتَقِدُ بِصِحَّةِ أَيِّ رَايَةٍ رُفِعَتْ بَعْدَ رَايَةِ الْخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ وَرَايَةِ الْإِ.مَامِ الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَرَايَةِ الْإِمَامِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) لَوْ صَحَّ بِأَنَّهَا رَايَةٌ، وَقَدْ حَقَّقَتْ عُنْوَانَ الْحُكْمِ أَوِ السُّلْطَةِ أَوِ الْخِلَافَةِ، وَلَوْ عَلَى نَحْوِ التَّقْرِيبِ وَالْمَجَازِ وَالْفَرْضِ وَبَعْدَ هَذَا لَا نَقُولُ بِصِحَّةِ أَيِّ رَايَةٍ رُفِعَتْ.
بَعْدَ الإِمَامِ الحَسَنِ لَا نَقُولُ بِصِحَّةِ رَايَةٍ قَدْ رُفِعَتْ إِلَّا رَايَةَ الْإِمَامِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، لِأَنَّنَا نَعْتَقِدُ بِإِمَامَةِ الأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) وَبَعْدَ هَذَا لَا نَقُولُ بِصِحَّةِ أَيِّ رَايَةٍ رُفِعَتْ.
الرَّايَةُ غَيْرُ مُلَازِمَةٍ لِلْإِمَامَةِ، السُّلْطَةُ، الْخِلَافَةُ، الْحُكْمُ، المِلْكُ، غَيْرُ مُلَازِمٍ لِلْإِمَامَةِ الَّتِي نَقُولُ بها، وَالْأَصْلُ فِي الْإِمَامَةِ هُوَ الْعِلْمُ وَالْقَضَاءُ، وَنَتَعَامَلُ مَعَ الْخَارِجِ، مَعَ الْوَقَائِعِ، مَعَ الْوَاقِعِ الْخَارِجِيِّ، مَعَ الظَّوَاهِرِ الْخَارِجِيَّةِ، كَمَا تَعَامَلَ مَعَهَا أَئِمَّةُ أَهْلِ الْبَيْتِ (عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ)، تَعَامَلُوا مَعَ الظَّوَاهِرِ الْخَارِجِيَّةِ، تَعَامَلُوا مَعَ الْحُكَّامِ، تَعَامَلُوا مَعَ الْمُلُوكِ، تَعَامَلُوا مَعَ النَّاسِ، تَعَامَلُوا مَعَ الرُّمُوزِ عَلَى نَحْوِ الصَّالِحِ وَالْأَصْلَحِ، الْفَاسِدِ وَالْأَفْسَدِ)).
إذا أئمة أهل البيت ( عليهم السلام) هكذا كان تعاملهم مع الظواهر الخارجية....هكذا كان تعاملهم مع الحكام والملوك...هكذا كان تعاملهم مع الناس....تعاملوا على نحو الصالح والأصلح ..الفاسد والأفسد....فليكن تعاملنا مع الرايات والرموز والحكام كما تعامل معها أهل البيت( عليهم السلام) ...لأننا نعتقد بإمامتهم( عليهم السلام) .