المرجع المحقق يبين: العرفان عَمَلٌ وَانقِطَاعٌ إلَى الله وَلَيسَ كَلِمَات تُلتَقَط مِن هُنَا وَهُنَاك
سليم الحمداني
قَالَ الغَزَالِيّ-رَحِمَه الله-:{أمَا التّصَوّف فَهُوَ عِبَارَة عَن تَجرّد القَلْب لله تَعَالَى، وَاستِحقَار مَا سِوَى الله، وَحَاصِلُه يَرجِعُ إلَى عَمَل القَلب وَالجَوارِح، وَمَهمَا فَسَدَ العَمَل فَاتَ الأصْلُ...الصّوفِيّ عِبَارَة عَن رَجلٍ صَالِح، عَدْلٍ فِي دِينِه، مَع صِفَات أخَر وَرَاء الصّلَاح}(إحيَاء علوم الدّين6،كِتَاب آداب السّفر) هذا ما ذكره المرجع المحقق الصرخي الحسني في تغريدته مبينًا وموضحًا بأن التصوف والمسمى بالعرفان والسلوك بأنه معرفة الله حق معرفته وانقطاع إليه والذوبان بالذات الإلهية وطاعتها حق الطاعة والتخلي عن رذائل الأخلاق والمعاصي والسير الصحيح على نهج الأئمة الأطهار وجدهم الخاتم المصطفى- صلوات ربي عليهم أجمعين- إلا أن ما نلاحظه ومن خلال ما بينه المرجع المحقق بخصوص السيد الصدر ما هي إلا كلمات إنشائية ووهم وخرافة وخزعبلات وأطروحات هنا وهناك لا خالية من الاخلاص والإيمان الحقيقي ونراه يسود الاضطراب في السلوك وأدناه كلام المرجع الأستاذ تفصيلا:
(أستَاذنَا الصّدر...العِرفَان اِضْطِرَاب
36- شَمّة عِرفان.....خُمَينِيّة.....رَوزخونِيّة !!!
1- لا يُنكِر أحدٌ قُدرَةَ الخطَباء(الرّوزَخونِيّة) عَلَى تَصوِير مَصائِب أهلِ البَيت (عَلَيهم السّلام) بِمعَانٍ، ظَاهِرَةٍ وَبَاطِنَةٍ وَخُزَعبلَاتٍ مُختَلِفَةٍ، مُؤثّرَةٍ جِدًّا فِي عَوَاطِف النّاس وَقلوبِهم وَأفكَارِهم إلَى المُستَوَى الّذِي يَعجَزُ الخُمَينِيّ، فَضلًا عَن الأستَاذ الصّدر، أن يَصِلَ إلَى عُشْرِ مِعشَار ذَلِك!! فَإذَا كَان مِقيَاسُ العِرفَان كَمَا ذَكَرَه الأستَاذُ:{خطاباته...حِينَما يَأتِي ذِكْرُ الأئِمّة(سَلام الله عَلَيهم) كَانَ يُشِيرُ إلَى أمورٍ عِرفَانِيّة وَبَاطِنِيّة مُعتَدّ بِها}، فَإنّ الرّوزَخونِيّة أولَى مِنهُما بِشَمّة العِرفَان وَالتّصوّف وَالمَشيَخَة وَالتّسلِيك!!.....2- فِي لِقاء الحَنّانَة1 قَالَ:{الخُمَينِي...لَه ضلْعٌ بِالعِرفان أو علوم البَاطِن، وَهذِه أيضًا لَه فِيهَا يَد}[لِقَاء الحَنّانَة1، مَواعِظ وَلِقاءات23]...وَفِي الحَنّانَة3 قَال:{أحدهم الخُمَيْني...أنَا أفهَم اللغَة الفَارسية، وَكنتُ أسمَعُ خطابَاتِه بِاللغَة الفَارسِيّة مِن إذاعَة إيرَان...مَا بَينَ أونَة وَأخرَى وَخَاصّة حِينما يَأتِي ذِكْرُ الأئِمّة(سَلَام الله عَلَيهم) وَفَضائِلهم وَتمجيدهم، كَان يُشيرُ إلَى أمورٍ عِرفَانِيّة وَبَاطنِيّة مُعتَد بِها، أنا عرفتُ وَآخرينَ عَرفوا أنّ هذا السّيد عِندَه شَمّة عِرفَان}[لِقَاء الحَنّانَة3، مَواعِظ وَلِقاءات53]
3- إذا كَان الأستَاذَ يَعرِف لُغَةَ فَارِس وَسمِع خطَابَاتٍ لِلخميني مِن خِلَال إذاعَة إيرَان، فَهذَا شأنُه، لَكن مِن العَجَب العُجَاب أن يُرَتّبَ عَلى ذَلِك عِرفَانِيّة الخُمَينِي؟! مُجَرّد كَلِمَاتٍ فَارسِيّة مُتَفَرّقَة، بَينَ آونَةٍ وأخرَى، سَمِعَهَا مِن خِلال الإذاعَة، َرّتَب عَلَيهَا العِرفَان!! كَيف؟!.....4- الظّاهر أنّ الأستَاذَ يَعتَقدُ بِأنّ العِرفَان مُجَرّد كَلَام!! وَمِن هُنا صَار يُقحِمُ في أجوبَتِه كَلامًا عَن التّصَوّف وَالعِرفَان، وَيَتَوَهّم أسئلة وَيختَرعهَا مِن أجْلِ أن يَأتِيَ بِكَلَام عَن العِرفَان؟! فَأينَ انت مِن كِتَاب الله العَزيز عِندَ قَولِه تَعَالَى:{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}[الجمعة5]
5- لَا أدرِي أيّ شَمّة عِرفَان يَتَحدّث عَنهَا؟! فَهَل العِرفَان يَتَنَاسَب مَع السّيَاسَة وَصرَاعَاتِها؟! وَهَل الغَدْر بِرِفَاق الدّرب المُقَرّبِين وَالتّنكِيل بِهِم مِن العِرفَان؟! وَهَل المَعرفَة وَالبَاطِن يَتَنَاسَب مَع تَسلِيط الطّاغوت الإرهَابِيّ وَملِيشيَاتِه عَلَى رِقَاب النّاس؟! وَمَاذَا يُقَال عَن الحروبِ العَبَثِيّة الَتِي خَلّفَت مَلايِين الضّحَايَا مِن الأبرِيَاء؟! وَهَل التّصَوّف وَالعِرفَان يَتَنَاسَب مَع الإنحِطَاط فِي جَرِيمَة المَكْرِ وَالغَدْرِ الّتِي تَسَبّبَت وَأودَت بِحَيَاة الشّهِيد الصّدر الأوّل(رَحِمَه الله) وَإعدَامِه مِن قِبَل نِظَام صَدّام؟!!
6- التّصَوّفُ عَمَلٌ وَانقِطَاعٌ إلَى الله وَلَيسَ كَلِمَات تُلتَقَط مِن هُنَا وَهُنَاك، قَالَ الغَزَالِيّ(رَحِمَه الله):{أمَا التّصَوّف فَهُوَ عِبَارَة عَن تَجرّد القَلْب لله تَعَالَى، وَاستِحقَار مَا سِوَى الله، وَحَاصِلُه يَرجِعُ إلَى عَمَل القَلب وَالجَوارِح، وَمَهمَا فَسَدَ العَمَل فَاتَ الأصْلُ...الصّوفِيّ عِبَارَة عَن رَجلٍ صَالِح، عَدْلٍ فِي دِينِه، مَع صِفَات أخَر وَرَاء الصّلَاح}[إحيَاء علوم الدّين6،كِتَاب آداب السّفر]
7- سُئِلَ الزّاهر أبَادِي عَن مَعنى المَعرفِةَ فَقَالَ:{المَعرِفَة: وجُود تَعظِيم فِي القَلبِ يَمنَعُكَ عَنِ التَعطِيلِ وَالتَشبِيه}[الرسالة القُشَيرِيّة21]، وأشار القُشَيْرِيّ إلَى أنّ الزّهد وَالمُجَاهَدَة وَالصّبر أسَاس المَعرِفَة وَالبَاطِن، حَيث سُئِلَ أَبُو يَزِيد بِأيّ شَيْءٍ وَجَدْتَ هذِه المَعرِفَة فَقَالَ: {بِبَطْنٍ جَائعٍ وَبَدَنٍ عَارٍ}[الرّسَالَة القُشَيْرِيّة57]
8- عَن الشّبهَةِ وَالجَهْلِ عِندَ الّذين يَتَوَهّمونَ أنّ المُشَاركَة فِي الظّواهِر توجِب المُسَاهَمَة فِي الحَقَائِق، وَعن الرّيَاء وَالتّشَبّه بِأهْل التّصَوّف وَالعِرفَان، يَقولُ الغَزالِيّ:{رُبّمَا تَلَقّفوا ألفَاظًا مُزَخرَفَة مِن أهْلِ الطَامّات، فَينظرونَ إلَى أنفسِهم وَقَد تَشَبّهوا بِالقَومِ فِي خِرقَتِهم، وَفِي سِيَاحَتِهم وَفِي لَفظِهم وَعِبَارَتِهم، وَفِي آدَابٍ ظَاهِرَةٍ مِن سِيرتِهِم، فَيَظنّون بِأنفُسِهم خَيرَا، وَيَحسَبونَ أنّهم يُحسِنونَ صُنْعًا، وَيعتقدونَ أنّ كُلّ سَودَاء تَمْرَة، وَيَتَوَهّمونَ أنّ المُشَاركَة فِي الظّواهِر توجِب المُسَاهَمَة فِي الحَقَائِق، وَهَيهَات، فَمَا أغزَر حَماقَة مَن لَا يُمَيّز بَينَ الشّحم وَالوَرَم، فَهؤلَاء بُغَضَاء الله}[إحيَاء علُوم الدّين6، كِتَاب آداب السّفر]. )
الصّرخيّ الحَسَنيّ
https://twitter.com/AlsrkhyAlhasny/status/1290992745868341248/photo/1