المحقق الصرخي :بشارةٌ قرآنيةٌ محمدية تبشِّر بالمهدي.....
بقلم:ناصر السعيد
إنّ البشارة بظهور المهديّ من ولد فاطمة في آخر الزمان ـ ليملأ الاَرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً ـ ثابتة عن النبي -صلّى الله عليه وآله- بالتواتر، وسجَّلها المسلمون جميعاً فيما رووه من الحديث عنه على اختلاف مشاربهم وليست هي بالفكرة المستحدَثة عند الشيعة دفع إليها انتشار الظلم والجور، فحلموا بظهور من يطهِّر الاَرض من رجس الظلم، كما يريد أن يصوّرها بعض المغالطين غير المنصفين.
لقد تواترت الأحاديث النبوية التي وردت في ظهور المهدي تواتراً معنوياً كما ذكر ذلك الإمام السيوطي في كتابه، وقد أورد في مقدمة كتابه ما ذكر في شرح عقيدة الشيخ محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي أن أخبار المهدي بلغت حد التواتر المعنوي، وبالتالي فهي جزء من معتقد أهل السنة والجماعة، وقد نقلت تلك الروايات من طرق متعددة، وروايات مختلفة عن طريق الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، وقد أفادت تلك الروايات العلم اليقيني القطعي في مجموعها، وبالتالي فإن الإيمان بأن المهدي هو من علامات الساعة أمرٌ واجب .
وبعد... فان رحلة الإسلام عبر التاريخ البشري منوطةٌ بغربتين: غربة في المبتدأ، وأخرى في المنتهى، وهي مسألةٌ من اليقينيّات العقديّة المستمدّة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ غريباً) رواه مسلم، لكن غربة آخر الزمان لا تمثل صفحة سوداء بالكامل ليس فيها بارقة أمل، أو لحظات نصر وتمكين، فإن آخر الزمان له مبشراته المفرحة وصفحاته المشرقة، ولعل أبرزها وأوضحها مسألة خروج المهدي آخر الزمان .
إنه الرّجل الصالح، والقائد الفذّ، صاحب العقل الراجح، والنظر الثاقب، والسيرة الحميدة، والتي لم نقف على كلّ تفاصيلها؛ لأنها غيبٌ لم نره بعد، وإن كنّا نلمس حسنها وجمالها من خلال الفضائل النبويّة التي حظي بها، ومن خلال دراسة مكوّنات الدولة التي سيسوها، ومن السياق التاريخيّ الذي يُظهر مآثره وأعماله الجليلة، ويكفيه موافقة النبي –صلى الله عليه وسلم- في اسمه واتّصاله بنسبه، وموافقته لهديه وسمته، واشتراكه مع شيءٍ من صفات خِلْقته، إنه محمد بن عبد الله، من السلالة الطاهرة التي تنتمي إلى فاطمة بنت سيد الخلق كما جاء في حديث: (المهدي من عترتي، من ولد فاطمة) رواه أبو داوود ، والعترة هم أولاد الرجل من صلبه كما ذكر العلماء.
وممن تطرق لهذا الموضوع المهم المحقق الاستاذ الصرخي الحسني في محاضرته { 8 } من بحث ( الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم")....واليك عزيزي القارئ هذا المقتبس من محاضرته بهذا الخصوص:
بشارةٌ محمديةٌ قرآنية تُبَشّر بالمهدي خاتم الخلفاء والأئمة المصلحين (عليهم السلام) الذي يكون على يديه النصر والفتح القريب قال تعالى : { وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } الصف 13 .
......إنتهى كلام المحقق الصرخي
وبعد: فإن الاعتقاد في المهدي المنتظر وارتباطه بأشراط الساعة هي قضيّة عقديّة في غاية الوضوح عند المسلمين، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطوّل الله ذلك اليوم حتى يُبعث في الناس.
http://www9.0zz0.com/2018/05/03/13/691027530.jpg