الإمام الكاظم وتخلف الأمة عن نصرته.. في فكرالمحقق الصرخي
بقلم سليم الحمداني :
الإمام الكاظم-عليه السلام- هو أحد أئمة الهدى وخلفاء الرسول الاثنا عشر من قريش الذين أشارت إليهم الروايات وهو لا يختلف عن أبيه علماً وأخلاقاً وسيرة عطرة مليئة بالمواقف النبيلة وكيف جسد أخلاق جده المصطفى وآبائه الأئمة الأطهار-صلوات الله عليهم أجمعين- فكان- سلام الله عليه- إمام هدى وعلم ومعرفة وإرشاد ونصح وإلا أن أعداء الحق لم ينصفوا بل ناصبوا له العداء وحاربوه وظلموه وقاموا بزجه بالسجون المظلمة لسنوات عديدة حتى غيب عن محبيه وآل بيته وتعرض لأنواع العذاب خلال تلك السجون والطوامير التي كان يضعونه فيها إلا أن الأمر العجيب والغريب أن إمام الهدى ووريث العلم المحمدي الأصيل وخليفته بالحق يغيب ويظلم ويسجن وينقل من مكان إلى آخر ومن بلدة إلى أخرى ومن مصر إلى مصر والأمة بسبات لا يوجد محتج لايوجد مطالب لا يوجد مناصر هل الإمام ليس على حق حاشا وألف حاشا فهو إمام الهدى وأعلم الناس في زمانه إلا الناس عبيد الدنيا وابتعدوا عن نهج الحق وعاشوا الهزيمة الأخلاقية وتركوا إمامهم وقائدهم وخليفتهم بيد الضالمين حتى يقوموا بدس السم له وقتله واستشهاده وبعده يضعونه على جسر بغداد ويتركونه والأمة على حالها منهزمة منطوية منكسرة خائفة وهنا إشارة لسماحة المرجع الأستاذ بهذا الخصوص من بحثه الموسوم (نزيل السجون)قوله:
تخلّف النّاس عن الإمام
ضُيِّق على الإمام وهُتكت حرمتهُ وحرمه، وانتقل من ذلّ إلى ذلّ، ومن سجن إلى سجن، ومن طامورة إلى طامورة، ومن مهانة إلى مهانة، ومن سمّ إلى سمّ حتّى لاقى الرّفيق الأعلى - جلّت قدرته - وصَحِب جدّهُ المصطفى - صلّى الله عليه وآله وسلّم -، فأين ردود فعل النّاس؟ وأين غضب السّماء والعلامات الدّالّة عليه؟ وهل يُعقل أنْ نقول: إنَّ الإمام -عليه السّلام- ليس على حقّ، والدّليل ما تعرّض إليه؟! وهل يعقل أنْ نقول: إنَّ عمل الإمام -عليه السّلام- ليس لله ولا إخلاص فيه؛ لأنّه لو كان لله لنما (فما كان لله ينمو)؟! وهل يعقل أنْ نقول: إنَّ الإمام ليس على حقّ، وإلّا كيف تخلّف عنه النّاس؟! وهل يعقل أنَّ هؤلاء النّاس بل جميع الناس إلّا النّادر والأندر هم على باطل والإمام -عليه السّلام- فقط مع الأندر من النّاس هم على حقّ؟!!!
مقتبس من كتاب (نزيل السّجون) لسماحة السّيّد الأستاذ الصّرخي الحسني - دام ظلّه -
https://e.top4top.io/p_1894nvcyc1.png