الاستاذ المهندس : المُتَحَصَّل: إِنَّ النَّتِيجَةَ الَّتِي تَوَصَّلَ لَهَا ابْنُ طَاوُوس هُنَا [إنْكَار وَإبْطَال وَتَكْذِيب أَرْبَعِينِيَّة كَرْبَلَاء وَأَرْبَعِينِيَّة المَدِينَة وَلِقَاء جَابِر] تَتَوَافَقُ مَعَ مَبْنَى العُلَمَاء وَالعُقَلَاء!!.......
بقلم: ناصر السعيد
أكاد أجزم وبشكل قاطع أنه لولا التحقيق الذي قام ويقوم به المحقق المهندس الصرخي في الموروث الإسلامي الشيعي لبقينا ولمدة لا يعلمها إلا الله تعالى في سبات ولبقيت هذه الخرافات والأكاذيب في عقيدتنا من المسلمات!!!
أنظروا للمحقق البارع كيف يمسك بخيوط التحقيق في الروايات :
زـ الاسْتِحَالَة العَقْلِيَّة السَّابِقَة، تَأْتِي مَعَ احْتِمَالِ امْكَانِ تَوَاجُدِ أهْلِ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) يَوْمَ الأرْبَعِين(20صَفَر/61هـ) فِي كَرْبَلَاءَ أوْ المَدِينَة، أَمَّا مَعَ اسْتِبْعَادِ وَاسْتِحَالَةِ امْكَانِ التَّوَاجُد فِي أيٍّ مِن المَوضِعَيْنِ(كَرْبَلَاء وَالمَدِينَة)، فَالتَّهَافُتُ وَالاِضْطِرَابُ أَوْضَح، وَتَكُونُ مِن السَّالِبَةِ بِانْتِفَاءِ مَوْضُوعِهَا، حَيْثُ اِسْتِحَالَةُ التَّوَاجُدِ فِي كَرْبَلَاء بِذَاتِهِ وَاسْتِحَالَةُ التَّوَاجُدِ فِي المَدِينَة بِذَاتِهِ،لِأنَّهُم كَانُوا مُتَوَاجِدِينَ فِي الشَّامِ يَوْمَ الأَرْبَعِينَ وَمَا بَعْدَه بِأَكْثَرَ مِن عَشَرَةِ أَيَّام!!.......
إذا لنبقى مع آخر تغريدة للمحقق المهندس وهذا مقتبس منها:
8ـ [أرْبَعِينِيَّةُ المَدِينَة وَأرْبَعِينِيَّةُ كَرْبَلَاء وَجَابِر..أُكْذُوبَةُ القَصَّاصِينَ]
قال(سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ):{لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[النساء(82)]، إلَى هَذَا القَانُون القُرْآنِيّ يَرْجِعُ الاخْتِلَافُ الكَثِيرُ وَالاضْطِرَابُ فِي كَلَامِ ابْنِ طَاوُوس وَنُظَرَائِهِ المُدَلِّسَة وَمُبْتَدِعَة القُبُورِ وَالخُرَافَة:
أـ مَـرَّ عَلَيْنَا أنَّ القُـمِّيَّ كَانَ يَنْقُضُ عَلَى ابْنِ طَاوُوس بِكَلَامِ ابْنِ طَاوُوس نَفْسِهِ!! قَالَ عَبّاسُ القُمِّي:{بَل رَوَى السَّيِّدُ الجَلِيلُ علِيُّ بْنُ طَاوُوس نَفْسُهُ....وَقَد اعْتَبَرَ السَّيِّدُ الأجَلُّ نَفْسُه هَذَا الأَمْرَ مُسْتَبْعَدًا}[مُنْتَهَى الآمَال(621)]
بـ ـ فِي "إقْبَال الأعْمَال" أَثْبَتَ ابْنُ طَاوُوس بُطْلَانَ أرْبَعِينِيَّة المَدِينَة، أَي: [نَفَـى وُصُولَ زَيْنَب وَالسَّجَّاد وَأَهْلِ البَيْت(عَلَيْهِم السَّلام) إلَى المَدِينَة يَوْمَ الأرْبَعِين(20 صفر)، وَكَـذَّبَ دَعْوَى الْتِقَائِهِم(عَلَيْهِم السَّلَام) بِجَابِرٍ فِي المَدِينَة]!!!
جـ ـ مِن هُنَا يَكُونُ ابْنُ طَاوُوس قَـد انْضَمَّ لِلْعُلَمَاءِ وَالعُقَلَاءِ فِي نَفْـيِ وَإبْطَالِ وَتَكْذِيبِ اللِّـقَاء بِجَابِرٍ وَأَرْبَعِينِيَّةِ كَرْبَلَاء وَأَرْبَعِينِيَّةِ المَدِينَة جَمِيعًا!!!
دـ قَالَ ابْنُ طَاوُوس:{وَجَدْتُ: [فِي "المِصْبَاح" أنَّ حَرَمَ الحُسَيْن مَعَ عَلِيّ السَّجَّاد(عَلَيْهِم السَّلام) وَصَلُوا المَدِينَةَ يَوْمَ العِشْرِينَ مِن صَفَر]...[وَفِي "غَيْر المِصْبَاح" أنَّهُم وَصَلُوا كَرْبَلَاءَ أيْضًا فِي يَوْمِ العِشْرِينَ مِن صَفَر]...وَكِلَاهُمَـا مُسْـتَبْعَـد!!!} [إقْبَال الأعْمَال(66)]
هـ ـ الاضْطِرَابُ وَالتَّهَافُتُ والتَّنَاقُضُ وَاضِحٌ!! فَـكَيْفَ يَكُونُ السَّجَّادُ وَزَيْنَب وَأَهْلُ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) مُتَوَاجِدِينَ، فِي كَرْبَلَاء وَفِي المَدِينَة، فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فِي يَوْمِ الأرْبَعِينَ(20صَفَر/61هـ)؟!!
وـ هَل يُوجَدُ عَاقِلٌ يُصَدِّقُ أنَّ جَابِرًا(رض) قَـد اِلْتَقَى بِأهْلِ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلام)، فِي كَرْبَلَاء وَفِي المَدِينَة، فِي نَفْسِ الوَقْت، فِي نَفْسِ اليَوْم، فِي يَوْمِ الأرْبَعِين(20صَفَر/61هـ)؟!!
زـ الاسْتِحَالَة العَقْلِيَّة السَّابِقَة، تَأْتِي مَعَ احْتِمَالِ امْكَانِ تَوَاجُدِ أهْلِ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) يَوْمَ الأرْبَعِين(20صَفَر/61هـ) فِي كَرْبَلَاءَ أوْ المَدِينَة، أَمَّا مَعَ اسْتِبْعَادِ وَاسْتِحَالَةِ امْكَانِ التَّوَاجُد فِي أيٍّ مِن المَوضِعَيْنِ(كَرْبَلَاء وَالمَدِينَة)، فَالتَّهَافُتُ وَالاِضْطِرَابُ أَوْضَح، وَتَكُونُ مِن السَّالِبَةِ بِانْتِفَاءِ مَوْضُوعِهَا، حَيْثُ اِسْتِحَالَةُ التَّوَاجُدِ فِي كَرْبَلَاء بِذَاتِهِ وَاسْتِحَالَةُ التَّوَاجُدِ فِي المَدِينَة بِذَاتِهِ،لِأنَّهُم كَانُوا مُتَوَاجِدِينَ فِي الشَّامِ يَوْمَ الأَرْبَعِينَ وَمَا بَعْدَه بِأَكْثَرَ مِن عَشَرَةِ أَيَّام!!
ح ـ مِن هُنَا جَاءَ كَلَامُ ابْنِ طَاوُوس فِي اِسْتِبْعَادِ كِلَا الاِحْتِمَالَيْنِ(التَّوَاجُد فِي كَرْبَلَاء وَالتَّوَاجُد فِي المَدِينَة)، قَالَ: {وَكِلَاهُمَا مُسْتَبْعَدٌ لِأَنّ: [ابْن زِيَاد كَتَبَ إلَى يَزِيدَ يُعَرِّفهُ مَا جَرَى وَيَسْتَأذِنهُ فِي حَمْلِهِم، وَلَم يَحْمِلْهُم حَتَّى عَادَ الجَوَابُ إلَيْهِ، وَهَذَا يَحْتَاجُ إلَى نَحْوِ عِشْرِينَ يَوْمًا أو أَكْثَرَ مِنْهَا] + [وَلِأَنَّهُ لَمَّا حَمَلَهُم إلَى الشَّام رُوِيَ أَنَّهُم أَقَامُوا فِيهَا شَهْرًا]} = أَكْثَر مِن[50يَوْمًا] وَهُـم مَا زَالُوا فِي الشَّام!!
ط ـ ثُمَّ قَالَ: {وَصُورَةُ الحَالِ يَقْتَضِي أَنَّهُم تَأَخَّرُوا أكْثَرَ مِن أَرْبَعِينَ يَوْمًا مِن يَوْمِ قَتْلِ الحُسَيْن(عَلَيْهِ السَّلَام) إلَى أَنْ وَصَلُوا العِرَاقَ أو المَدِينَة}[إقْبَال الأعْمَال(66)لِابْنِ طَاوُوس]
ي ـ بِهَذَا يَكُونُ ابْنُ طَاوُوس قَـد أَبْطَلَ مَزَاعِمَ التَّدْلِيسِ بِعَمَلِيَّةٍ حِسَابِيَّةٍ بَسِيطَةٍ أَثْبَتَ فِيهَا أَنَّ أَهْلَ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) كَانُوا مُتَوَاجِدِينَ فِي الشَّام بَعْدَ مُرُورِ أَكْثَرَ مِن [50] يَوْمًا بَعْدَ عَاشُورَاء(61هـ)، أَي: [أَكْثَر مِن (20 يَوْمًا)/اِسْتِئْذَان ابْنِ زِيَاد مِن يَزِيد + (30يَوْمًا)/أَقَامُوا فِي الشَّام] = [أَكْثَر مِن (50يَوْمًا)]
ك ـ المُتَحَصَّل: إِنَّ النَّتِيجَةَ الَّتِي تَوَصَّلَ لَهَا ابْنُ طَاوُوس هُنَا [إنْكَار وَإبْطَال وَتَكْذِيب أَرْبَعِينِيَّة كَرْبَلَاء وَأَرْبَعِينِيَّة المَدِينَة وَلِقَاء جَابِر] تَتَوَافَقُ مَعَ مَبْنَى العُلَمَاء وَالعُقَلَاء!!
إذن.....
بمسألة حسابية بسيطة اثبت فيها ابن طاووس عدم لقاء السبايا بجابر الانصاري في يوم الاربعين . لا في كربلاء ولا في المدينة واستبعد كلتا الروايتين أو الحادثتين ...
لله درك أيها المحقق المهندس.