ما حصل مع نبي الله صموئيل يتجدد ويتكرر مع أمير المؤمنين علي القذة بالقذة.....الاستاذ المهندس محققا.....
بقلم: ناصر السعيد
عندما اختارت الأمة الإسلامية بعد وفاة رسولنا العظيم نهج بني اسرائيل، وطلبت فصل الامامة الالهية عن امامة الملك والحكم!!. وتخلت عن الامام علي(عليه السلام)، فتخلى عن مقامه مضطرا بسبب الامة..
كذلك الحال فيما يتعلق بالخليفة الذي إختاره المسلمون بعد وفاة الرسول الاقدس، فانه تصدى للحكم والمُلك مضطرا. بعد ان رفض المجتمعون امارة علي(عليه السلام). اذ كان الخليفة بين خيارين لا ثالث لهما. فأما ان يستجيب لطلب القوم فيكون هو الخليفة!!. او ان يترك الحبل على الغارب، فتكون الفرصة سانحة للامويين الطامعين بالسلطة.
فلا يختلف ان كان الحكم والمُلك بيد النبي او بيد ملكٍ غيره!!. وهذه السنة قد جرت في بني اسرائيل. عندما طلبوا من نبيهم ان يجعل عليهم ملكا.. لكن النبي الالهي حريص على ان يكون القوم قريبين من ربهم، ملتزمين بأوامره، طائعين له ويخشونه.. والا فإن حصل الانحراف بسبب ذلك، فالعقاب والغضب الالهي سيشمل الجميع، بما فيهم المَلِك الذي اختاره القوم.
فما كان من النبي صَمُوئِيل(عليه السلام)، الا ان إستجاب لطلبهم بَعْـدَ رَفْضِهِم ملُوكِيَّته.. ولتأكيد استياءه منهم، قال: {.. هَأَنَذَا قَـدْ سَمِعْتُ لِصَوْتِكُمْ فِي كُلِّ مَا قُلْتُمْ لِي، وَمَلَّكْتُ عَلَيْكُمْ مَلِكًا. فَاشْهَدُوا عَلَيَّ قُـدَّامَ الرَّبِّ وَقُـدَّامَ مَسِـيحِهِ.. شَـاهِـدٌ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ وَشَـاهِـدٌ مَسِـيحُهُ..َ هُوَ ذَا الْمَلِكُ الَّذِي طَلَبْتُمُوه..!}
لكن حصل المحذور ووقع الانحراف، بسبب اختيارهم. جاء فِي الإصْحَاح(15) مِن سِفْرِ صَمُوئِيل(الأوَّل) {.. لَـم يَصْمُدْ (شَـاوُل(طالوت) عَلَى الحَقِّ بَـل انْحَرَف وَضَلَّ، وَقَد سَلَبَ اللهُ مِنْهُ المُلْكَ..!!. ولا يمكن القول بأنّ النبي(عليه السلام) سوف يؤاخذ على هذه النتيجة التي وصل إليها قومه.
لنبقى مع آخر تغريدة المحقق المجدد ..وهذا مقتبس منها:
ي ـ التَّشْرِيعُ وَالتَّرْبِيَةُ الرُّوحِيَّةُ وَالمَعْنَوِيَّةُ، إِضَافَةً لِلْقُدْوَةِ الحَسَنَةِ فِي السُّلُوكِ وَالأخْلَاقِ، مَعَ النُّصْحِ وَالأمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَن المُنْكَرِ، وَالصَّلَاةُ وَالدّعُاءُ بِالمَغْفِرَة وَالرَّحْمَةِ، مِنَ الوَظَائِفِ الأسَاسِيَةِ لِإمَامَةِ النُّبُوَّة.
ك ـ بَعْدَ جَعْلِ وَتَنْصِيبِ المَلِك، لَمْ يَتَوَقَّفْ النَّبِيُّ صَمُوئِيلُ(عَلَيْهِ السَّلَام) عَن مَسْؤُولِيَّتِهِ وَوَظِيفَتِهِ فِي إمَامَةِ النُّبُوَّةِ مِنَ العِلْمِ وَالتَّشْرِيعِ وَالنُّصْحِ وَالدّعَاءِ وَالرَّحْمَة، حَيْثُ قَالَ: {لاَ تَحِـيـدُوا عَنِ الرَّبِّ، بَلِ اعْبُدُوا الرَّبَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَلاَ تَحِيدُوا...وَأَمَّا أَنَا...أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ...اتَّقُوا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِالأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ...وَإِنْ فَعَلْتُمْ شَرًّا فَإِنَّكُمْ تَهْلِكُونَ أَنْتُمْ وَمَلِكُكُمْ جَمِيعًا}[سِفْر صَمُوئِيل(1)/ إصْحَاح(12):(1ـ25)]
ل ـ فِي نَفْسِ الإصْحَاح قَالَ: {قَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ لِصَمُوئِيلَ: «صَلِّ عَنْ عَبِيدِكَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ حَتَّى لاَ نَمُوتَ، لأَنَّنَا قَدْ أَضَفْنَا إِلَى جَمِيعِ خَطَايَانَا شَرًّا بِطَلَبِنَا لأَنْفُسِنَا مَلِكًا»...فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «لاَ تَخَافُوا...وَلكِنْ لاَ تَحِيدُوا عَنِ الرَّبِّ، بَلِ اعْبُدُوا الرَّبَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَلاَ تَحِيدُوا، لأَنَّ ذلِكَ وَرَاءَ الأَبَاطِيلِ الَّتِي لاَ تُفِيدُ وَلاَ تُنْقِذُ، لأَنَّهَا بَاطِلَةٌ...لاَ يَتْرُكُ الرَّبُّ شَعْبَهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ الْعَظِيمِ، لأَنَّهُ قَدْ شَاءَ الرَّبُّ أَنْ يَجْعَلَكُمْ لَهُ شَعْبًا....وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ}[سِفْر صَمُوئِيل(1)/ إصْحَاح(12):(1ـ25)]
م ـ ......
المهندس: الصرخي الحسني
الصرخي الحسني
twitter.com/AlsrkhyAlhasny
youtube.com/c/alsarkhyalhasny
twitter.com/ALsrkhyALhasny1
instagram.com/alsarkhyalhasany
وفي الختام نقول أن المحقق الأستاذ الصرخي يريد من خلال بحثه الإمامة والخلاقة ان يبين أن ما حصل بعد وفاة الرسول العظيم على الخلافة يشبه ما حصل في قضية النبي صموئيل وطالوت.... النبي الذي رفضه المجتمع...ونفس الامر تكرر مع المجتمع الذي رفض خلافة الإمام علي _ عليه السلام_ ولكن الإمام علي_ عليه السلام_ لم يترك مسؤولياته تجاه الأمة والخليفة.