المحقق الصرخي على نهج جده الامام الكاظم في الاهتمام بشؤون الرسالة الإلهية وصيانتها من الضياع والتحريف......
بقلم:ناصر السعيد
لقد سار الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) على منهاج جدّه رسول الله (صلى الله عليه و آله) وآبائه المعصومين علي أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر... في الاهتمام بشؤون الرسالة الإلهية وصيانتها من الضياع والتحريف، والجدّ في صيانة الأمة من الانهيار والاضمحلال ومقارعة الظالمين وتأييد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر للصدّ من تمادي الحكام في الظلم والاستبداد.
ولقد عانى الإمام الكاظم (عليه السلام) أقسى ألوان الخطوب والتنكيل، فتكبيل بالقيود، وتضييق شديد في التعامل معه ومنعه من الاتصال بالناس، وأذى مرهق، وبعد ما صبّ الرشيد عليه جميع أنواع الأذى أقدم على قتله بشكل لم يسبق له نظير محاولاً التخلص من مسؤولية قتله وذهب أكثر المؤرخين والمترجمين للإمام إلى أن الرشيد أوعز إلى السندي بن شاهك الأثيم بقتل الإمام (عليه السلام)فاستجابت نفسه الخبيثة لذلك وأقدم على تنفيذ أفظع جريمة في الإسلام فاغتال حفيد النبي العظيم (صلى الله عليه و آله).
لقد اشتهر الإمام موسى بالكاظم الغيظ لشدّة حلمه وبالعابد والتقي وباب الحوائج إلى الله، ولم يستسلم لضغوط الحكّام العباسيين ولألوان تعسفهم من أجل تحجيم نشاطه الربّاني الذي كانت تفرضه عليه ظروف المرحلة صيانة للرسالة والدولة الإسلامية من الانهيار وتحقيقاً لهويّة الأمة ومحافظة على الجماعة الصالحة من التحديات المستمرّة والمتزايدة يوماً بعد يوم.
لقد بقي هذا الإمام العظيم ثابتاً مقاوماً على خط الرسالة والعقيدة لا تأخذه في الله لومة لائم حتى قضى نحبه مسموماً شهيداً محتسباً حياته مضحّياً بكل ما يملك في سبيل الله وإعلاءً لكلمة الله ودين جدّه المصطفى محمد(صلى الله عليه واله وسلم).
ولقد كان للمحقق الصرخي الحسني في بحثه الموسوم (نزيل السجون) هذه الكلمات بحق جده الامام الكاظم(عليه السلام):
الدور الأوّل والرئيس الذي أدّى إلى معاناة الإمام الكاظم(عليه السلام) من التجسّس والتضييق والمداهمة والترويع والاعتقال والسجن والتعذيب واللوعة والفراق ثمّ السمّ والقتل...، إنّهم الأخطر من الدجّال والأشدّ والأخوف على الأمّة منه، وهم موجودون في كلّ زمان ومكان، وإليهم ترجع مأساة المجتمع الإنسانيّ على مرّ العصور منذ الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)، مرورًا بخاتمهم وأهل بيته(صلوات الله عليهم أجمعين)، حتّى قائم الأمّة المهديّ الحجّة ابن الحسن (عجّل الله فرجه الشريف)، حيث يتأوّل كلٌّ منهم عليه القرآن، ويقولون له: ارجع، إنّ الدين بخير لا حاجة لنا بك.
لقد لحق الإمام بالرفيق الأعلى وفاضت نفسه الزكية إلى بارئها فاظلمَّت الدنيا لفقده وأشرقت الآخرة بقدومه، وقد خسر الإسلام والمسلمون ألمع شخصية كانت تذبّ عن كيان الإسلام، وتدافع عن كلمة التوحيد وتطالب بحقوق المسلمين وتشجب كل اعتداء غادر عليهم.
فسلام عليك يا بن رسول الله،يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حياً.
https://e.top4top.io/p_828ryeve1.jpg