الثورات " السلمية " ... لا تسقط نظاماً و لا تقيم إماماً.
كثراً ما نسمع عن جدوى الثورات " السلمية " و عن أنها أسقطت حكم الجبابرة و فعلت و فعلت ، لكن الحقيقة التي نغفل عنها هي أن هذه الثورات " السلمية " لم يحدث في التاريخ أن أسقطت نظاماً و لن يحدث .
و لكن هل الثورات لا فائدة منها ؟
الثورات " السلمية " هي كلمة تقال للإمام الجائر لتردعه و تخوفه من تهييج العامة فيقوم ببعض الإصلاحات المؤقتة لحين هدوء الشعب ليعود من جديد إلى ظلمه و عدوانه ، وهذه الإصلاحات قد تكون بتغيير الحكومة أو بتغيير القانون أو حتى بتغيير رأس النظام ، أما إسقاط النظام بالكلية فدونه برك الدماء فكما أن هذه الثورات تتم فيها التضحيات و تكون منها بعض المصالح المؤقتة فكذلك تغيير النظام تتضاعف فيه التضحيات كما تتضاعف فيه المصالح لتصبح شاملة نهائية .
إن التاريخ يثبت أن الثورات " السلمية " إنما هي مجرد هدنة يتجمل فيها النظام ليأخذ دورته من جديد في الظلم و البطش و النكال بالبلاد و العباد و لكم في تاريخ الثورات المصرية عظةٌ و عبرة .
و حين يكون الحديث عن إسقاط حكم علماني و إقامة حكم إسلامي فستتضاعف التضحيات أكثر لأن النفع و الإصلاح يكون أكثر و لأن حكم الإسلام يحاربه شياطين الإنس و الجن بكل قوة و لن يضيعوا فرصة لحربه .
بعد أن البحث في التاريخ عن مثال لانتصار ثورة سلمية و تمكنها من إسقاط نظام و إقامة نظام مضاد له ، تأكدت أن هذا لم يوجد - و لن يوجد - كيف يمكن لهذا أن يحدث ؟ لا يمكن لنا أن نتخيل إذا كنا في الشوارع بالملايين سيقوم النظام بتفكيك نفسه نزولاً عند رغباتنا ؟ ثم يقوم بتسليمنا زمام الأمور و كل ما يملك من قدرات عسكرية و أرصدة مالية و غير ذلك ؟
إن الواقع المشاهد أن الثورات تضعف الأنظمة و لا تسقطها ،و تجبرها على النزول على بعض رغبات الثائرين مع الكيد بهم و التفريق بينهم و في النهاية لا يغلب إلا أصحاب القوة العسكرية كما حدث مصر، فلم يتغير النظام و لم يسقط إنما قام العسكر بالانقلاب على الحكم ليرجع الحال إلى سابق عهده بالتدريج بعد تلك الهدنة التي تجمل وجه النظام و تكون فيها بعض الحريات المؤقتة ثم يعاد من كان في السجون إليها و هذا لا يحدث فقط في الثورات بل يحدث حتى في كل تغيير للرؤساء فبعد موت الرئيس يقوم الجديد ببعض الإصلاحات الشكلية فكذلك الحال بعد تنحيه أو نفيه.
و هنا لا أقول أن علينا أن لا نقوم بالثورة " السلمية " على أنظمة الحكم في بلادنا ، بل أقول إن علينا أن نقوم بالثورة عليها بكل ما نملك من قوة و نقوم بالحشد لذلك و لكن لنعلم أن هذا من قبيل إضعافهم ليس إلا ، و من قبيل التمهيد لإسقاطهم الذي لن يكون أبداً إلا بالقوة ، و بالقوة فقط و هذا ما يعلمونه جيداً ففي مصر كانت أول خطوات العسكر هي مهاجمة الإخوة في سيناء حيث أنهم الوحيدون - و من على شاكلتهم - القادرون على إسقاط النظام أما دون ذلك فلن يقام شرع الله أبداً و لن يُحكّم دينه إلا بكتاب يهدي و سيف ينصر ، و الأيام و التاريخ السابق و الاحق بيننا .
تنبيه : الثورة الإيرانية كانت ثورة سلمية في بدايتها و كما أسلفت فالثورات السلمية تضعف النظام أما بدون القوة فلن تسقطه و هذا ما حدث في إيران حيث بعد ضعف الشاه كان العسكر أصحاب القوة و معهم رئيس الوزراء الدكتور شابور بختيار، الذي كان لفترة طويلة زعيم المعارضة و هو الذي طلب من الشاه المغادرة ثم بعد عودة الخميني بدأ القتال العسكري بينه و بين جنود الحكومة و أعلن الخميني الجهاد على الحكومة الضعيفة حتى تحققت الثورة مع التنبيه أن العسكر وقف الحياد و هذا أهم عامل يجب البحث عنه دائماً أين يقف العسكر أصحاب القوة الحقيقية ؟ .
منقول عن طريق اخ على الفيسبوك و لا اعرف المصدر لكنى اؤمن بما جاء بهذا المقال لهذا قمت بنشره لعل غيري يرى فيه ما رايته انا
#احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية