قد يكتشف العالم يوماً أن هواتف «آيفون» التي تنتجها شركة «أبل» الأمريكية لم تكن سوى واحد من أكبر مشاريع التجسس في التاريخ الأمريكي، حيث كشف خبراء في تكنولوجيا المعلومات والاتصال لأول مرة أن لدى وكالة الأمن القومي الأمريكي (NSA) تقنيات تمكنها من التجسس على الناس من خلال هواتف الآيفون التي يحملونها حتى في حال كانت مغلقة بشكل كامل.
وبحسب الكشف الجديد فان ثمة قنوات اتصال وأجزاء دقيقة في هواتف «آيفون» تظل عاملة حتى عندما يكون الهاتف مغلقاً بشكل كامل، فضلاً عن توافر التقنيات بطبيعة الحال التي تمكن وكالات التجسس من التنصت من خلاله دون أن يكون قيد الاستخدام، أي التجسس على حامله خلال حياته اليومية وليس فقط على المكالمات الصوتية التي يجريها من خلاله.
وكان جدل واسع قد هز العالم طوال الشهور الماضية بعد أن تبين أن وكالة الأمن القومي الأمريكي تقوم بعمليات تجسس واسعة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أعمال تنصت استهدفت هواتف لمسؤولين وحكام في دول أخرى، وهو ما أثار جدلاً كبيراً على اعتبار أن هذه العمليات ليست مشروعة لا في القوانين المحلية الأمريكية ولا في القوانين التي تحكم العلاقات الدولية. ونقلت جريدة «دايلي ميل» البريطانية عن خبراء في تكنولوجيا الاتصالات تأكيدهم أنه بمقدور وكالات الأمن الأمريكية التجسس على البشر من خلال هواتف «آيفون» التي يحملونها حتى وإن كانت مغلقة.
وقال إدوارد سنودن، وهو صاحب أشهر تسريبات في التاريخ الأمريكي، خلال مقابلة تلفزيونية أجريت معه مؤخراً إن «بمقدور الخبراء في وكالة الأمن القومي الأمريكي التحكم في هاتفك الآيفون عن بعد، وتشغيل بعض التطبيقات المثبتة عليه والاطلاع على محتوياتها حتى إن كان الجهاز مغلقا».
وأكد باحثون هذه المعلومات بقولهم إن الهاتف قد يظهر وكأنه «مغلق» لكن بعض شرائح الاتصال في الهاتف قد تكون لا تزال عاملة وبمستوى متدني من الطاقة لا يشعر به المستخدم، ووصف الباحثون هذه الحالة بأنها «تشغيل ميت» للجهاز، مشيرين الى أنها يمكن أن تتيح للهاتف استقبال الأوامر، بما فيها «أمر تفعيل المايكروفون» بما يجعل الهاتف يلتقط ما يدور حوله من أصوات ويعيد بثها.
وأكد خبير الاتصالات الأمريكي المقيم في لوس أنجليس إيريك ماكدونالد هذه المعلومات، مضيفاً: «في هذه الحالة تكون الشاشة سوداء، والجهاز يبدو مغلقا، ولو ضغطت على أي من الأزرار فان الهاتف لن يستجيب لأي شيء».
وأكد ماكدونالد إنه «من الصعب جداً معرفة ما اذا كان جهاز الآيفون يتم استخدامه في عملية التجسس أم لا».
من جهته، قال المستشار في قضايا الأمن الالكتروني روبرت ديفيد غراهام إن هذه التقنية تسمى «الزرع»، وبموجب هذه التكنولوجيا تقوم وكالة الأمن القومي الأمريكي باعتراض هاتفك المحمول، ومن ثم تقوم بزراعة برنامج أو تطبيق عليه، أو ربما يتم زراعة قطعة اضافية في الجهاز (Hardware) من أجل تسهيل عملية التجسس عبر المايكروفون المتوفر سلفاً في هاتف «آيفون».
وأضاف: «عادة تتم عملية «الزرع» باعتراض الهاتف المستهدف وهو في طريقه الى صاحبه بالشحن، أو من خلال الغرفة الفندقية التي يقيم فيها الضحية، أو يتم تشغيل موجات من أجل التحكم بالهاتف عن بعد».
وانتهى غراهام الى القول: «نعم، عملية الزرع تعطي وكالة الأمن القومي الأمريكي قدرة على التحكم الكامل في جهاز الهاتف الخاص بك».
يشار الى أن التجسس أصبح هاجساً يلاحق الكثير من المسؤولين في العالم، وحتى الأشخاص العاديين الذين يشعرون بأن وكالات الأمن الأمريكية تقوم بالاعتداء على خصوصيتهم من خلال إمتلاكها القدرة على التجسس والدخول الى هواتفهم ومراسلاتهم.
ويقول خبراء الاتصالات أن غالبية أجهزة الأمن في العالم العربي تقوم بأعمال تجسس هي الأخرى على مواطنيها، من خلال التجسس على الهواتف المحمولة وعلى الانترنت، وعبر حسابات الأفراد النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن عمليات التجسس هذه ليست معروفة ولا معلنة كما هو الحال في الولايات المتحدة.
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية