ثم حقيقة قفز عليها من تصدروا الميدان الدعوي والفقهي والفكري منه ، بدعوى الحصانة الطبيعية والرقابة على الذات ، دون نظر إلى طبائع النفوس وحقائق الفطر ، فتجاوزوا أهمية التحصين وضرورة الحماية من اﻻنحراف واﻻنجراف في مستنقعات الهوى و الفساد.
الحقيقة أن الناس بمحض ارادتها تركن للباطل وتختاره ، فهو إلى شهواتها ونوازعها أقرب ، بينما لكي تقيم مجتمع الحق والفضيلة فإن الناس تحمل عليه حمﻻ ، ليس باﻹكراه كما سينبري البعض دفاعا او انسياقا وراء حق اﻹنسان في اﻻختيار ، وهو ادعاء في ظاهره حق ويراد به باطل ،
فعندما تكون للأمة هوية فﻻبد أن ﻻ تطلق سياسات تصادم تلك الهو ية أو تناقض سﻻمة الفطرة اﻹنسانية ، أو تخالف منظومة قيم المجتمع التي تحقق له الفوز بسعادتي الدنيا واﻵخرة .
غير أن دعاة حق اﻻختيار ارادوها فوضى عارمة تقوض وتهدم ، وعلى الشعوب أن تقوم بعمليات انتخاب وارتقاء لتكون الفضيلة خيارها ، ومن هنا ندرك حقيقة خطر ترك الشعوب وضرورة حملها على الحق .
فعندما تنشئ المخابرات اﻷمريكية مجموعة قنوات موجهة لتنميط مجتمع الخليج كبيره وصغيره على قناعات بعينها تزحزح ثوابت قيمية ، فإن تسويق هذه القنوات بخبثها وفحشها في محتمع مخافظ لن يكون مهمة سهلة ، هنا ﻻبد أن يتم عبر رموز دعوية أو فكرية أو فقهية لتتصدر بعض البرامج ﻻستدراج جمهور ، تقتصر مشاهدته في البداية على برامج أصحاب الفضيلة ، تتم المبالغة في تقييم البرامج لمزيد من تحفيز شرائح أخرى ، وﻻمانع من تقارير مكذوبة عن تأثير برامج أصحاب الفضيلة وجاذبيتها لجمهور يدخل في دين الله أفواجا ، تترسخ قدم القناة ، تصبح معتادة ، تستغنى عن أصحاب الفضيلة فقد انتهت المهمة .
بالطبع كان جدل يدور حول جدوى ظهور هؤﻻء الدعاة في مواطن اﻻشتباه وإعﻻم الدعارة الفكرية ، فتأتيك صواريخ اتهام بتخلفك وانغﻻقك الذي ﻻيعترف بسماوات مفتوحة ﻻبد ان تستنشقها لتتكون لديك حصانة ، والحقيقة أن الفيروس تمكن واستحكم فأمرض الجسد كله ..
لقد تم إسقاط طبيعة النفس البشرية ومهمة الدولة في حفظ الكليات الخمس دينا ونفسا وعرضا وماﻻ وعقﻻ .
هؤﻻء ضيعوا الشعوب حين تركوها نهب سياسات فساد واستبداد ، ثم حين عملوا على تحقيق فاعلية أكثر لهذه السياسات في واقع شرائح كانت تحاول وحدها استنقاذ نفسها من براثن استهدافها بتلك السياسات ..
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية