.. ووجدت نفسها كطفلة توهمت أن أباها لن يعود ، فانكفأت على همومها وأحزانها تستعيد ذكريات دفء وحب ، التفتت إلى كل من حولها تتأمل الوجوه لعل شبها به تأنس إليه ، لكن احتبست دموعها حين وجدت نفسها وحيدة ، لا حنان يدفئ ، ولا ضمة من شوق تطفئ ،
كل شئ يئن حنينا ، ويعلو صراخ اﻷلم دفينا ، لقد راح ما كانت تدخره للقادم سنينا
..ﻻتزال آخر كلماته تلح على قلبها وعقلها ، تتسرب في خلاياها ، وتتشعب بين حناياها :
"أحبك كما لم يحب أحد من قبل .."
قالها ومضى لايكاد يلوي على عودة ، أو ينوي تجاوز اﻷزمة ..
كطفلة تدخل غرفة أبيها تتحسسه لعله عاد من غربته ، تنفجر حين لاتجده ، تحتضن فراشه الذي لايزال كما رتبه آخر مرة ..
تتكئ على "مقعده الهزاز " تتأمل ملامحه على منضدة أمامها ، تحتضن صورته .تبللها دموع فقد وحرمان ،
يالحسرة قصة انتهت يوم بدأت .
وتفاصيل بين البداية والنهاية تثير شجونا ، وتجري شئونا .
وبينما تفتح الباب في يأس من العودة ، آيسة من أمل انطفأ نوره ، وذهب بريقه ، لكن شعاعا انسحب من فتحة النافذة ليلقي بضوئه عليه ،
يبدو في سباته العميق ، كأنه كان في سفر تاه منه الطريق ، يبدو متعبا مرهقا ..
قفز قلبها من بين ضلوعها ، تكاد تسمع خفقه ، تقترب محاولة تبطئ أقدامها المسرعة ؛ حتى لا تزعجه ،
ما كادت تخطو حتى انتبه مسرعا ، جرت إليه كطفلة ترمي بجسدها بين أحضانه ،
يكاد يعتصرها حتى لتسمع صوت ضلوعها ..
لم تتكلم ، لم تنطق ..كأنها أصيبت بخرس ..
وحدها الدموع تنهمر ، وحدها اﻷنفاس تحترق ، وحدها اﻷشواق تتدفق ..
وحده اﻹشباع يدفئ ..
وحده الصمت ينبئ عن تفاصيل ألم ..وحكايات وجع .
كأن كل شئ فيها ينطق :
لم لم تعد ؟
#كلنا_حماس #مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية