هنا رابعة .. قصة الصمود والثبات ! - بقلم : ماجدة شحاته
هنا فاضت العبرات ، وهنا حلقت النظرات في نصر آت ، هنا علت الضحكات ، وهنا صاحت النبرات بكل عبارات الرفض والتنديد لظلم السياسات ، هنا التقيته أو التقيتها بعد عقد أو عقدين من الفرقة في الشتات ، هنا تحلقنا حول آية من القرآن ، وهنا كم استعذنا من شيطان الإنس والجان ، هنا سمت النفوس حتى عانقت السماء ، وارتفعت الحتاجر خاضعة بالدعوات ، هنا تقاسمنا الهموم وشربة الماء واللقيمات ، هنا افترشت الطرقات و التحفت السماوات ، هنا أقيمت ندوات وأديرت حوارات ، واستشرفت دراسات ، هنا طهر ونقاء ، ورحمة وإخاء ، هنا سلم وإصرار ، وصمود لايعرف الانهيار ، هنا صبر وثبات وتواص بالحق وشوق للجنات ، هنا وطن الفضيلة وقيم التواصل النبيلة ، هنا انصهار اللون واللهجة وجغرافية المقام والمكان ، هنا شعب الإرادة الوطنية التي لايتطرق إليها أدنى التباس بعمالة أو خيانة .. هنا كان صفاء النفوس ، ووجوه لاتعرف العبوس ، وقلوب تستعصي على النكوث أو النكوص ...هنا عقول تتوقد ذكاء ، ونفسيات تتسامى نبلا وجلاء ..هنا إرادة الوطن الحر لا الوطن الذليل ، هنا الشعب الأبي لا مرتزقة السياسة والأمن من كل فصيل ، هنا الدين في علوه وإشراقه ، وهنا الحق في شموخه ونبل أشواقه ..هنا دارت قصة الذبح غدرا وغيلة ، هنا حكم قانون الغابة حيث لا إنسان له قيمة ، حيث أنياب جيشك تنهش فيك بلا رحمة ، وإذا الضحية من نبلها لاتستصرخ إلا ربا ، لتكون دليلا على أن شعب رابعة لم يكن يوما كما اتهم مسلحا ولو بلسان سليط ، يسلق القاتل الفاجر بألسنة حداد ، لكنه شعب أبت نفسه المشرقة إلا أن تلهم الضبط والأدب لترتقي إلى ربها وليس عليها من الذنب ، فقد اطمأنت إلى وعد الله : ويتخذ منكم شهداء .
هنا ....!! بل هناك كانت رابعة الذكرى والذكريات عبر قصة الصمود والثبات في مواجهة جيش البغي والخيانات ..
تذكرتُ رابعة ..
لا لم أتذكر ، فلم أنسهالحظة ، إذ هي في ضميري ، في كياني
ذكريات تمر بي كمشاهد لاتزال حية ، تبعث الحياة ، و تصوغ أشواقها حرية وكرامة وعزة وإشراقا ..
رابعة ومائة يوم تمر فإذا الأحداث تهيج النفس ، بلوعة الفقد ، وكآبة منظر لايفارق الذاكرة ، منظر التوحش بمنطق الغابة ، ضد بررة كرام ، لم تشفع لهم عند كلاب السلطة المسعورة ، صلوات الليل في الظلمة السوداء ، وسجدات للخالق ذي العظمة والكبرياء ..لم تردعها أو ترهبها استغاثات تشق عنان السماء ..
رابعة صمود الأحرار ، وشرف الأبرار ..
رابعة نبع الحرية ومنبع الطهر والنقاء ..
رابعة نفوس تلاقت على سمو ..
وارتقت بغاياتها إلى علو ..
رابعة مجزرة العصر بحق طلاب الحرية والكرامة
رابعة مذبحة العصر ضد طلاب الحق والعدل
رابعة إبادة وحشية من سلطة قمعية ضد الإنسانية .
رابعة صلابة الحق في مواجهة بطش الباطل ..
رابعة إدانة جيش الخيانة حين قتل بدم بارد
حين وجه رصاصه ليتشفى ممن جاع ليشبعه ، ومرض ليصحه ، وضعف ليقويه ، فإذا هو يخون ، وإذا هو يمارس الغدر في أنكى صوره بحق الأنقى والأتقى .
رابعة مائة يوم ومائة عام وحتى قيام الساعة ستظل يذكرها التاريخ قصة من قصص الخلود ، خلود الحق في معركته مع الباطل وصموده أمام بطشه وجبروته ..
مجزرة رابعة ستسطر حكاية ورواية من فصول عديدة في القصص الدعوي والحركي كما تذكر قصة أصحاب الأخدود ،
قصة الثبات والصمود التي تستمد ثباتها من إيمان لايزعزع ، ويقين لايتزحزح ، إنها قصة الإيمان عبر العصور .
رابعة هي ما تمد في حبل الثبات في المسيرات ، ومواصلة البقاء في الشوارع حتى نرى الخونة على أعواد المشانق ..
لن نتماهى مع واقع يحاولون ترسيخه ، ولن نقبل باستذلال وهوان ..لن نصالح ولن نتسامح مع مردة النفاق خونة الأمة وبائعي الأوطان ، وتجار المنظمات الحقوقية ، ومرتزقة السياسة والقضاء والإعلام ، وبلطجية الأمن .
إنها موتة واحدة فلتكن لله ، فاغتنم عطايا ربك معذرا نفسك ، لعلك لاتجد في كتابك مايثقل من حسناتك إلا وقفتك لله ، فإنها والله حرب على الله ورسوله ، واضحة بينة لاتخفي كرهها للإسلام ، ولا تتكتم سرها في التآمر والتخطيط الماكر ..
فكن على مستوى شرف الموقف .واسأل الله الثبات .
------------------
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية