قدوم اﻹسلاميين للحكم كا ن حقيقة مؤكدة لدى مراكز البحث والاستخبارات العالمية ، ومن هنا كان من المنطق التعامل مع هذه الحقيقة بواقعية بما يجعل عالمنا تخت السيطرة أطول فترة ممكنة وهذا ماحدث في تركيا ..
جاء أردوغان على خلفية إخوانية بأفق مختلف قادر على الإنحناء ولكنه انحناء الواثق أنه بمقدار ما ينجز تخف درجة هذا الإنحناء ، حتى يمكنه أن يشمخ بأنفه في مرحلة ما .
لكن الحقيقة التي يجب تأكيدها أن أردوغان لم يحقق نجاحاته بحاضنة شعبية جديدة ، بل يرتكز في نجاحاته على تيار اﻹخوان الذي يقف من خلفه دعما وتكتلا وحضورا كثيفا ..
النموذج المصري له معطيات أخرى لن تساهم في حل وضع منقلب مطلوب موضعته وترسيخه بأي ثمن وبالتالي فإن أي تحالفات تقوم على هدف توسيع رقعة الرفض لن يستفيد منها سوى الانقلاب في إطالة أمده على اﻷرض ليزداد رسوخا ..
فقط يراد ملهاة سياسية تنشغل بها القوى المتشرذمة حتى يؤتي الانقلاب أكله كواقع وتنفض الثورة ..
علمانية النظام التركي على شراستها وتربصها كفلت ضمانات استمرار التجربة وفق آليات الديموقراطية بمعاييرها وإجراءاتها .
في النموذج المصري لا ضمانات ﻷي استحقاقات ديموقراطية ، وبالتالي لن يكون مسموحا إلا بديموقراطية دموية كما بدت في العراق ..
وتصبح أي مبادرات خارج المسار الثوري بحراكه المستمر ، ليس تمريرا للانقلاب فقط ولكن تشويها للحراك وإضعافا له ..
من يدير المشهد المصري يراهن على رخاوة مواقف وجاهزية أنفس لاستشراف المواقع ولو على دبابة العسكر ..
اﻷخطر أن يتم إسقاط حجم العمالة و الخيانة لدى عصابة تحكم مصر بمنطق اللصوصية البحتة ، والغابية المحضة ، وبدلا من استغلال هذه الحقيقة في اﻹصرار على مواصلة المسار ، ولو تصعيدا بالعنف ﻹيلام الانقلاب وقصم ظهره ، يرى البعض أن الحل في مزيد من السلمية التي كانت أحد أهم المآخذ على التحالف ، والدخول في نفق سياسة مصرية انقلابية من أهم سماتها أنها سياسة اللا ممكن واللامتاح لغير القتلة الفسدة .
أي إن أي تيار تتجذر فيه بوادر الانطلاق نحو تحقيق مطالب ثورتنا المباركة لن يكون سوى هدف ليس لﻹقصاء والتهميش بل الاغتيال الحي علنا ..
مصر تدار من لندن اﻷم والوريثة أمريكا والربيبة تل أبيب ، وقد أثبتت الوقائع أن مؤسساتنا العسكرية بطول عالمنا اﻹسلامي ليست سوى عصا المحتلين ، وأنه لم يعد مستبعدا مع حجم القتل والجرأة عليه بهذه الوحشية أن تكون الصهيونية قد نجحت في تنصيب أبنائها على سدة النظم كما قالت جولد مائير :
" قريبا سيفاجأ العالم أن أبناءنا هم من ينصبون حكاما للعرب "
من هنا يعظم خطر الاعتراف بعملية سياسية تشاركية مع القتلة الفسدة .
فأي ثورة يتكشف لها مثل هذه الفظائع لابد أن تأخذ على عاتقها استئصال هؤلاء من الجذور ، وتغيير كل سياسة عملت على مسخ الهوية وتشويه وتغريب وتغييب العقول والنفوس .
نحن نستعيد هويتنا ، نستعيد حضارتنا من لصوص وقراصنة الاحتلال بالوكالة ..
وعلى قدر إدراك طبيعة مانواجهه وما يمثله من خطر على اﻹسلام يكون اﻹقدام على دفع الثمن والثبات على ضرورة وفريضة الوقت ..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
وﻷن القلة وحدها هي التي تعلم فلن تبرح مكانها وإن حفر لها خندق كأصحاب اﻷخدود ...
#ماجدة_شحاته #كلنا_حماس #مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية