بقلم : مهندس / محمود صقر
04/10/2015
زرقاء اليمامة ترسل تحذيرها الأخير .
قديماً رأيت جنودا يتخفون خلف أفرع الشجر.. لم أميز سوي حركةً للشجر ... قلت يا قوم رأيت علي المدي حركةً للشجر ... اذهبوا يا قوم وتحروا الخبر .. سخر القوم مني واتهموني بالخرف... داهم الجيش قومي النائمين علي ديباج السُرُر ...قتلوا الأطفال والعذاري في الخُدُر...
واليوم أرسل لكم ندائي الأخير يا عرب...
يا قوم الدب دخل أرضكم ... سورية قلب العروبة تحتضر...
الدب يقترب من الحٓرٓم...
الدب دخل سورية محاطاً بتصفيق الشرق والغرب وجمهرة من العرب.
كلهم في غرفة عمليات واحدة لإدارة معركة بقاء الأسد علي أشلاء الوطن.
"أوباما" يصرح بأنه لن ينجَّر لمواجهة مع الدب الروسي علي الأرض السورية.
"ميركل" تصرح بأنه لا حل للأزمة السورية بدون روسيا.
شركاؤهم العرب من علي منصة الأمم المتحدة يحذرون من أن سقوط النظام المجرم سيكون خطرا علي إسرائيل.!!
ألم أقل لكم : الملعب صار مكشوفاً يا عرب.
الحقيقة صارت عارية أمامكم فأين تهربون.؟؟!!
طأطأتم رؤوسكم أملاً في مرور العاصفة فاحتوشتكم وأحاطت بكم العواصف من فوقكم ومن أسفل منكم.
نمتم علي نغمة الاستقرار، ولو تأملتم أعمدة أسرتكم لرأيتموها تهتز مع نشرات الأخبار، لتنذركم أن دوركم آتٍ آت.
كممتم أفواهكم وخبأتم رؤوسكم في التراب خوفاً من صفير طواحين الهواء في معركة "محاربة الإرهاب".
يا شعوب العرب:
والله لولا الإسلام دينكم وكتابه بينكم لكان مصيركم مصير الهنود الحمر.
فبرغم أنكم هدمتم حصونكم بأيديكم يوم فرطتم في هويتكم ودينكم، وبرغم أنكم قلمتم بأيديكم مخالبكم واقتلعتم أنيابكم يوم وجهتم سهامكم لصدور بني أوطانكم، ويوم أسلمتم خياركم لشراركم.
فمازالت جذور عقيدتكم في أرضكم ضاربة، عضوا عليها بالنواجذ، فبرغم ما تساقط من أوراق وتهدل من أغصان، فمازالت قلة من أغصانكم تلتف حول رقاب أعدائكم، ومازالت دماء شهدائكم تروي شجرتكم، ومازالت البراعم تنبت ومازالت الروح تسري.
يا شعوب العرب:
يا من رضيتم بالحياة الدنيا...،والدنيا جداً...
الموت لم ينتقِ من في الميادين والطرقات...، إنه دخل عليكم المخادع واختطفكم من تحت الألحفة، وتعقب المختبئين منكم تحت الأسرة .
فموتوا ميتة شريفة...، موتوا واقفين...، موتوا هاتفين...، موتوا رافضين...
واجهوا واقعكم : لم يعد الهروب من الحقيقة ينفعكم.
لم يعد أمامكم سوي خيارين لا حياد بينهما:
مقاومة أو خضوع...، كرامة أو ذل...، وطنية أو خيانة...،
كونوا أو لا تكونوا...
