اخر الاخبار

الخميس , 28 ديسمبر , 2017


بقـلم: الكاتب جبرائيل الطائي
إن للأسس المنطقيـة حاكميـة علـى العقـول الراجحـة فكريا ومعلوماتياً وأصـدق تجليات تلك الأسس وأوسـع مفاهيمها هـو النظام الأخلاقـي فهـو يعتمد فـي مدلولاتـه على تربيـة النفس وتزكيتها وتنزيهها عـن كل ذي شائبـة مهما بلغ صـغر حجمها فضـلا عـن كبائرها لـذلك نجـد العامل الأخلاقي ومدى تطبيقـه هو المقياس الأول الذي يطرحـه المتتبع أو المصـنف لمختلف الشعـوب وعـلى هـذا الأساس و لذلـك نجـد أن كل الديانات السـماويـة جائت تبشـر بالتعاليم الأخلاقـية فلا فائدة من بناء مـؤسسات علميـة وأنظمـة تطويرية مالم تكـن محكومـة لذلك النظام الأخلاقـي الذي يحفظ للأنسان حقـوقـه وكرامتـه وإلا كيف تحفظ الحركيـة العلميـة وأنسيابيـة التعايش بين مختلف المكونات على مختلف المناهج والتوجهات بل كـيف يحفظ الطابع الأنساني مالم تكن للمنظومـة الأخلاقيـة السـيادة التامـة على كل المفاصل المذكورة أعلاه فلو دققنا ملياً فـي مايحصـل بالأمصار مـن قتل وسلب ونهب وأضطهاد وشـرور ودعـة وتمزق نجـد أن المسبب الأول لهذا الهبوط الفكري هـو ضياع النظام الأخلاقي وأرتفاع صـوت العدائية والعنجهية التي تكفلت فـي ضياع جـل الشعـوب أن لم يكن الكـل وهـذا إن دل دلَ عـلى السـياقات الخاطـئة التـي مارستها الشـعوب وأنظمتها الحاكمـة وهـي الأخرى التـي ماانفكت عـن ممارسـة الضغوطات الفكريـة المنحرفـة والتي نجحت نوعاً ما فـي ترسيخ تلك الأخلاقيات الهابطـة والهزيلة فـي أذهان شعوبها فآل الأمر الـى أنحلال القيم والمبادئ وتوسعـة دائرة الجريمة الممنهجـة فلم تجني تلك الشعـوب سـوى ويلات الحروب والغوص فـي أنهُر الدماء التي كان من المقدر لها أن تصان وتحقـن فلا طود متين يحميها ولاشيطان يكـف عن أغوائها فسيقت الأمور الـى الأنحطاط بدعاوي شتى كالتحرريـة والعولمـة وتبرير الأنهزامية الأخلاقية من أجل الوصول الـى الغايات نحو شعار الغايـة تبرر الوسيلة أضافة الى تلك الموصوفات العدائية الدخيلة على النظام العقلي كالطائفية والعنصرية وصراع الدينية مع اللادينية صراع دموي لايرتقـي لمستوى النقاش العلمي والشرعي والأخلاقي حتى ضربت المجتمعات برمتها فـي خلاط التكفير الذي طال جميع الفئات العمرية وعلى مختلف التوجهات الدينية والمذهبية .. الأن نطرح كل ذلك على المنظومة العقلية ونقول هـل ذلك من الدين بشيء ؟ وهـل هـذا موافق للعقل والنقل؟ وهـل حقاً سيكون مصاف تلك الشعوب فـي المراتب العليا من التقدم والأزدهار؟ عندها يجيب العقل بقول كلا فالمحضية ملازمة لتلك الهزيمة الأخلاقية مهما بلغت الثورة الصناعية والعلمية من سمو وعلو الا أنها تبقى مفتقرة الى مايحميها من قانون أخلاقي لذا فهي نصيحة لكل الشعوب المتقدمة منها والمتأخرة لافائدة من تلك العلوم بل لامستقبل ولاحماية لتلك العلوم مالم تكن داخل النظام الأخلاقي الصحيح ..


القراء 689

التعليقات

أنا_عراقي

بارك الله بك واحسنت النشر

احمد

موفقين

عمار_الوردي

وفقكم الله وسدد خطاكم لكل ما فيه خير وصلاح

العراقي_العربي

#لأولِ_مرةٍ_فكرٌ_معتدلٌ المحاضرة التاسعة عشرة "وقفات مع....توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري" https://www.youtube.com/watch?v=CE33ivavDOQ

احمد_العراقي

احسنت مقال يفضح كل منافلق دجال

احمد_جاسم_حميد_

سلمت اناملك الرائعة موفقين ان شاء الله

وسام_الاوسي

استقراء جميل جدا

ابوطالب_الخاقاني_

جزاك الله خير الجزاء ووفقك الله

سيد_ميثم

قال رسولنا الكريم صلى الله عليه واله وسلم إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق بدون الاخلاق يكون الإنسان عدوانيا طائفيا حتى وإن كان متدينا

محمد_ااعراقي

وفقكم الله وسدد خطاكم

احمد_العراقي

جميل سلمت اناملك الرائعة موفقين ان شاء الله

علي_حسين

بارك الله فيكم

كرار_الكريطي

بوركت وبورك قلمك

احمد_العراقي

ان الادلة العلمية التي طرحها سماحة المحقق الاستاذ السيد الصرخي هي ادلة كافية لبيان حقيقة الفكر الارهابي الداعشي

محمد

احسنتم

علي_الاحمد

قال رسولنا الكريم صلى الله عليه واله وسلم إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق بدون الاخلاق المحمدية يكون الإنسان عدوانيا طائفيا خارج عن انسانيته حتى وإن كان متدينا

احمد

احسنت النشر مقال جميل

صالح_الربيعي

حيا الله صوت الحق المتمثل بالمحقق الاستاذ السيد الصرخي

مقالات ذات صلة

نبي الرحمـة رسول قـد خلت من قبله الرسل

المحـقق الصرخي: المؤرِّخون يوثِّقون جرائم أئمة التيمية المارقة

المحـقق الصرخي: لنعمل على تحرير العقل بغض النظر عن المذهبية والطائفية

دين لا تســتوحشـوا طريـق الحـق لكثـرة تاركيـه المحقق الصرخي أنموذج لذلك

(المعذريــة والمنجزيــة في الشــور والبندريــة)

الأبـدال ومســلك الخـوارج المنحـرف

{أنصــار اللــه ملائــكة الأرض وحــواريـو الإمام المهــدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)}

المدركـات العقليـة وعلاقتهـا بالأهـداف السـامية

رسـول الإنسـانية وريادة الإسـلام الأصـيل

أخـلاقيـة الصـراع بين قـوى النفـس التجريديـة وقوى العقـل الوجوديـة

فكـر المحـقق الصـرخي معول إبراهيم في صنمية الفكر الداعشي

القتـل ضـريبـة الإبتعاد عـن الفكـر المنحـرف

النظام الأخلاقي ومصاف الشعوب المتحضرة

التحقيـر والمعـرفـة الأنفُسيـة

فكـر المحـقق الصـرخي إشعاع نور وسـط عتمـة الأفكار والأنحرافات العقائديـة والتأريخية

المحـقق الصـرخي مثالاً للفكـر المعتدل



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net