بقلم الكاتب:
جبريـــ الملك ــل
ابتليــت الأمــة الإسـلاميـة بأوبئـة الفـكر المنحــرف الـذي أسـس لـه ابن تيميـة ومـن قبلـه الحـكم الأمـوي الـذي دأب عـلى تشـويه الحــقائق وتغليـفهـا بالتدليس والإقتطاعيـة تمهـيدا لكل فـكر منحـرف يسـعى للإطاحـة بالنظام الإسـلامي العام. ومـن أخـطر ما مارسـه هذا الفكـر منهـجية الدس والتحـريف وإنكار الصـحاح ومن ثـم الإعتماد عـلى ما قاموا بتحـريفـه بغيـة دفـن التراث الإسلامي وإظهار ما يخالفـه عـلى إنه الوجـه الحقيقي للإسلام وبيانـه التام!! كـذبـة أختلقتها عقـولهم الشـيطانيـة فصـدقتها عقـول أتباعهـم السـاذجـة وخـير دليل عـلى ذلك استبدال الكعبـة ببيت المقـدس وذلك بسبب الصراعات السـياسية التي كانت بينهم وبين الجهاز الحاكم لآل الـزبير في مكـة حيث أمروا المسلمين في الشام وباقـي الأمصار والولايات الخاضعـة للدولـة الأمويـة فكرياً.
الحج الى بيت المقدس بدلاً من الكعبـة حـتى لا يعلـو شـأن الأخيرة التي لا تقل عنها شـرا وطغيانا. إذن إن كان التحريف قد وقع على ضرورية من ضروريات الدين مسلمة بنص القرآن ومصرح عنها وجليـة فما حال القضايا المنتزعـة من القرآن ونحن نعلم إن انتزاع الصورة والمعنى من السياق اللغوي العام ليس جلي كالذي مصرح بـه مباشرة نعم هنا يكون التحريف أقوى وأكثر وأسـهل من خلال إنكار صـدور الحديث عـن الرسول صلى الله عليه واله وسلم أو التلاعب بالألفاظ أو حتى الحركات بغيـة الوصول الى تماميـة الإندراس والتحريف ومن تلك الإنكارات التي تم تدوينها من قبل ذلك الفكر المنحرف قضيـة الأبدال وقبل الخوض فـي ما أسندوه من أكاذيب أقول:
الأبدال لغـة :جمع بَدَل وبَديل أي أبدل الشـيء بشـيء أخر أو أبدل الحرف بحرف أو الحركـة بحركة أو المكان بمكان لضرورة ما وهـكذا .
أما إصطلاحاً : فهوالزُّهُاد قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم، فإذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر كما إنه عنوان عام لعدة مصاديق حيث يستبدل المـرء إيمانه بالكفر والكفر بالإيمان والشـر بالصلاح والصلاح بالشـر يصبح مؤمن ويمسي كافر ويصبح كافر ويمسي مؤمن ولم يزل كذلك حتى يظهر القائم من ال محمد عليه وعلى ابائه الكرام الف تحية وسلام .
الأبدال في روايات أهل السـنة والجماعـة:
حديث عبادة بن الصامت:
أخرجه الإمام أحمد (5/ 322) عن عبد الوهاب بن عطاء عن الحسن بن ذكوان عن عبد الواحد بن قيس عن عبادة بن الصامت مرفوعاً: أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاًَ).
حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (لا يزال أربعون رجلاً من أمتي، قلوبهم على قلب إبراهيم، يدفع الله بهم عن أهل الأرض، يقال لهم: الأبدال)، ثم قال - صلى الله عليه وسلم-: (إنهم لم يدركوها بصلاة، ولا بصوم، ولا صدقة) قالوا: يا رسول الله فبم أدركوها؟ قال: (بالسخاء والنصيحة للمسلمين).
أخرجه الطبراني في (الكبير) (10 /1 18ح ، 39 ، 1) من طريق ثابت بن عياش الأحدب عن أبي رجاء الثعالبي عن الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود
الأبدال في روايات المذهب الشيعي الاثني عشري:
قد رَوى طارق بن شهاب عن حذيفة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) يقول : " إذا كان عند خروج القائم ينادي منادٍ من السماء أيها الناس قطع عنكم مدة الجبارين، و ولي الأمر خير أمة محمد ، فالحقوا بمكة ، فيخرج النجباء من مصر و الأبدال من الشام .
وَ رُوِيَ عن جابر الجعفي أنه قال : قال أبو جعفر 12 ( عليه السَّلام ) : " يبايع القائم بين الركن و المقام ثلاثمائة و نيف عدة أهل بدر ، فيهم النجباء من أهل مصر و الأبدال من أهل الشام ، و الأخيار من أهل العراق ، فيقيم ما شاء الله أن يقيم.
والروايات في الإثر كثيرة كما إن التصنيفات العقلية وضحت وأبانت ذلك ولكن النهج التيمـي النهـج الأموي التكفيـري المدلـس أبى إلا أن ينكـر ذلك خدمـة للنظام الحاكم الذي يمثل تطلعاتهـم في السيطرة عـلى المنهج الإسلامي القويم وإبداله وإسـتبداله بمنهـج التكفيريـة والإقصاء خدمـة لأسيادهم من دول الغرب صاحبـة العنوان الندي للإسلام وقـد بين الأستاذ الصرخي ذلك من خلال محاضراته التاريخية والعقديــة تحت عنوان الدولـة المارقـة حيث قال :
يا خوارج الفكر والسلوك، كتب الصحاح تذكر يوم الإبدال
في صحيح أبي داوود ومسند أحمد وفي الحاكم وصححه الحاكم أيضًا ورواه الذهبي وأقرّ تصحيحه / قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ... ثم فتنة السراء، دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء، لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل: انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا .
أقول : هذا هو التبديل، هذا هو يوم الإبدال، هذا هو عصر الإبدال وعصر التبديل والتبدل وتغير العقائد والأفكار وتبدل الإيمان بالكفر، والكفر بالإيمان .