بقلم الكاتب:
جبريــ الملك ــل
بســم اللــه الــرحــمن الــرحيم
(فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
فـي البدأ علينا أن نعلـم إن الـكون وكـل ما أحيط بـه قـد بني عـلى نظم وأسـس تكفـلت فـي أستمراريته وديمـومـة مســيرته التكامليــة نحـو أعلى مراتـب الـرقي وأهم تلك النظـم هي النظـم الأخلاقيـة والشـرعية والإنسـانية حيث إن الأخيرة كفيلـة في حمايـة المجتمعات على مختلف توجهاتها وتبايـن آرائها من حيث العبادات والمعتقـدات مـن الإنحرافات الدخيلــة على النظام البشـري فمنـذ النشـأة الأولى والصـراع بـين قـوى الخير وقـوى الشـر قائـم على قـدم وسـاق مغـريات تحاول إنفكاك الفرد مـن وعـن روابـطه الأسـرية والإجتماعيـة والدينيـة ونظام الهـي عام تمثـله فئـة صـالحة تنشـد الـى زرع جـذور أخلاقيـة الإنسـان بما هـو إنسـان وإصلاح الفرديـة المـؤديـة الـى إصـلاح النسـيج الاجتماعـي وحـريُ بـنا أن نقـف علـى رأس هـذا النظام وإبداعاتـه فـي ترجيح كفـة الصـلاح مـن خـلال الترسيخ الذهـني بإن هـذا النظام يـمر بعـدة مـراحل يتخللها الضـعف تارة وتارة القـوة وهـذا بسـبب الظـروف الداخلـة عليه من هجمات تحاول تفكيكـه والنيل منه ولأجل ذلك نرى إنـه فـي كل عصـر لـه قادة ناصرين منهمكـين فـي إختيار أقـرب الطـرق وأفضلها فـي الحفاظ على النسيج العام الـموالي لقوى الخير والصـلاح وهـذا يتطلـب تماميـة الإيمان وصـلابـة العقيـدة والشـجاعة المطلقـة للتصـدي والوقـوف أمام تلك التيارات الهـوجاء وحمـلاتها الشــعواء. وما نحـن اليـوم في صـدده ليس ببعـيد عـن هـذا النهـج التربوي الرائع بال هـو صـلب ما تـرنوا إليه الديانات السـماويـة فالحواريـون المناصـرون للـه فـي أرضـه لـم ولـن يتوقفوا عـند عيسـى بن مريم عليه السـلام كما إنهـم لم يكـونوا النواة الأولى أو المصـداق التطبيقـي الأول فقـد سبقـهم فـي ذلـك الكثير من رجالات وموالـي وأنصار النهج الإلهي وخط النبوة كما تلاهـم فـي ذلك حواريو الـرسالة الإلهيـة الشاملـة بقيادة الـرسـول الإعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتلاهـم حواريو الإمام عـلي بن أبي طالـب عليه السلام والحسـين بن علي ذبيـح كربلاء وذبيــح اللـه وصـولاً الـى خـط المـرجعيـة الرسـاليـة المكمل لخط الـنبوة والإمـامـة فها هـم أنصـار اللـه وحـواريـو الإمام المهـدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بقيادة سـماحة السـيد الأستاذ الصـرخي الحسـني (دام ظله) يثابرون مـن أجـل إرجاع المجتمـع الإسـلامي خاصـة والبشريـة عامـة الـى جادة الصـواب وأيديولـوجيـة الإرتباط بذلـك الخـط الرسـالي مـن خلال إقامـة شعائر الشـور والبندريـة تلك الشـعائر التـي تقـع فـي طريق إحتواء الشـاب المسـلم وإصلاحـه وإعادتـه الـى المسـار الصحيح فقـد ضربـوا لنا أروع أمثـلة الإنتصار مـن خلال عزفهم لسمفونيـة الإصـرار على المضـي قدماً نحو الإصلاح الفعلـي الخالـي من الشـعارات المجوفـة التـي يطلقها أشباه الرجال وقادة البغـي والإستكبار وهـذا بطبيعـة الحال يـكون عامل مـؤرق لأعداء الإسـلام فما أروعهـم وهم يسـطرون لنا وفـي كـل يوم ومـن بقـع شـتى أروع الإنتصارات بالرغـم مـن الرفض وكيل التهم التي يواجهونها من قبـل جهال العصـر وهـذا ينم عـن ذلك الفكر المحمدي العلوي الرصين الذي أبوا ألا يحملوا غيره كـعنوان ونبراس يبتهـج لتطبيقاته الإمام الهـمام ونائبه بالحـق فهـم علـى مسـتوى عال مـن الإدراك والتكامل الفكري الذي ولد لديهم شـعور راسـخ بإن القادم وإن طالـت لياليـه وظلمتـه قادم لا محـال عـلى رؤوس الأشـهاد وأن ضياء شـمسه الحارقـة لقوى البغي والإنحراف والمضيء لدروب ثوار وعشاق الحقيقـة والتجليات الإلهية يـوماً ما سـيكون أوضـح من كـوة دخلت اليها حـزمـة ضـوء الشـمس وإلا فمن المسـتحيل على نحو الكليـة ومن غير المتحقق على نحو الجزئية أن نرى شباب واعد. ترك الإرتماس في وحل الهزيمـة الإخلاقيـة وفي خضم المغريات التي لا تعد ولا تحصى يقف تحـت صـلابـة البرد وشـدته وهطول الأمطار وغـزارتها ولمدة أربعـة ساعات على التوالي. لاطماً على الصدر الشـريف صارخا بأعلى الأصوات لبيك يا زينـب مواسـيا لإمام العصـر والزمان أرواحنا وأرواح العالمين لـه الفـداء. فإن نظرنا لهـم مـن الجانـب العبادي أو الإلزامي نجد أن ما قدموه هـو فـي مجال الطور الإسـتحبابي فإن كانوا على الإستحبابيـة هـكذا فكيف بجأشـهم وصلابتهـم إن نادى قائد حزب اللـه الأعلى الإمام المهدي (عج).. مـن أنصاري الـى اللـه؟ يوم يرفع شـعار يالثارات الحسـين؟؟ فهنيئاً لأرض أحتوتهم وقائد مربيا أعطاهـم كل كيانه من أجل الوصول إلى أعلى رتب التكامل الإخلاقي والشـرعي نصـرة وطاعة لصاحب العصر والزمان…