بقلـم: الكاتب
جبريـــ الملك ــل
دائـماً ما تـتولد لـدى النفـس قوى ذات خـطوط واهيـة تكنى بالخـطوط المجردة عـن الواقـع تعصـف بالإنسـان الـى هاويـة الشـرود الذهـني والتخـلخل فـي المرتكزات الأخلاقيـة جراء المضـي حثيثاً نحـو المفاسـد ونحـو الزوائل التـي ما لبثـت حتى اختفـت وما أختفـت حـتى لتلبث بتجلي كاذب لفرد أخر وهـكذا تتنقل بين أفراد المجتمـع ك العثـة التـي تنخر عظام المجتمعات الإنسـانيـة هـذا من جانـب ومـن جانـب أخـر توجـد جبهـة أخرى مغايرة للجبهـة الأنفسـية وهـي جبهـة العقـل وقواه الوجـوديـة ونعـبر عنها بالقـوى الوجـودية لأن العقـل بعيداً كـل البعـد عـن نظريـة أختيار الزوائـل وميالاً للوجود الفعلي بما هو باق لا يزول وهـذا ما يسـمى بالماسكيـة للحـقائـق الغير زائلـة هنا ينشأ الصـراع بين قـوى النفـس وقـوى العقـل فـمن تغلبت فيـه قوى النفـس عـلى قـوى العقـل أصبحت نفسـه مجردة عـن المفهوم الإنساني داخل فـي صنف الحيوانيـة والبهيميـة لا شاغل لديـه سوى الملذات المحـرمة وصنائع الشيطان التي زُينَت وهُيئَت لـه بغيـة تحطيم القانون الأخلاقـي الذي كان في ذاته يوما ما، أما أن تغلبت القوى العقليـة وجبهتها الصادقـة أصبح الإنسـان فـي جـوهره وكـل ذواتـه ما ظهـر منها وما أسـتبطن إنسـان فعليا بما منحـه اللـه مـن ميول للذات الأخلاقيـة المقدسـة ومـن هنا تبنى الشـعوب وتقـرر المصائـر لأن ذاتيـة الإصلاح المجتمعـي تبدأ مـن إصـلاح الفرد لذاتـه وكـذا العكـس ولأجـل ذلك ولأجـل ترسيخ القانون الأخـلاقي فـي جـذور المجتمع الإسـلامي دأب المحقق الصـرخي فـي جمـيع مـؤلفاتـه عـلى كتابـة المقـدمـة الأخـلاقيـة حيث كتب فـي مقدمـة كتاب الصـلاة تحـت عنوان (صـراع القـوى) :
إن الصـراع القائم في الروح والنفس بين قوى الخير وقوى النفس أي بين الفجور والتقوى صراع يخضع له الجسد أيضا ويتأثر بنتائجه للأرتباط الوثيق بين الروح والجسد وكذا الكلام فيما إذا كان الجسـد يعيش صـراعاً مـن مرض معين فإن هذا الصـراع ينعكس على الروح.
ويالـه من وصـف دقيق وتشخيص في غاية الدقـة والتماميـة لغالبيـة الأمراض التـي عصـفت بالمجتمعات الإسلامية خاصـة وباقي المجتمعات فغالبيتها لم يكن في بادئ الأمر عضوي بل نفسي ضرب في عمق الجسد المتأثر بالصـراعات الأنفسيـة والروحيـة تمخض عـن الم عضوي حقيقتـه غياب القانون الأخلاقـي فهـل من متعظ؟؟؟؟
https://d.top4top.net/p_7319w9ly1.jp