بقلم: الكاتب
جبريــ الملك ــل
لاشـك فـي أن للـمفهـوم الإنساني صـدارة يفرضـها العقل قبل النقـل علـى باقـي المفاهـيم التـي تنظم حـياة البشـرية جمعاء أذ أن لهـذا المفهـوم الواسـع أيديولوجيـة عريضـة المعطيات متعددة المصـاديق والتطبيقات الخارجيـة التـي تفرض أن يكـون سيدها وقائدها إنسـان تجلـت فيه كـل النظم الأخلاقيـة وهـذا الشـرط بحـد ذاته يدعونا الـى التأمل والوقـوف عنده بغيـة إستطراد ما هـم دون ذلك النزل الريادي ولإعطاء الأهليـة لمن هو فوق ذلك من رقـي وسمو أخلاقـي قل نظيره وأنعدم. عـندها لا نجـد من يتناسـب مع هـذه الشـرطية العظيمـة سـوى رسول الرحمـة وإمام الهـدى محمد صلى اللـه عليه واله وسـلم فهو وال بيته الطيبين الطاهرين المعطاء الأوحـد والمنبع الأول للإنسـانية العميقـة التي ما انفكت عـن مشاطرة باقي المفاهيم الأخلاقية كما أننا ندرك أن الخط الرسالـي واضـح البيان فـي اتساميته الأخلاقيـة والتربويـة الراميـة الى زرع المثل العليا بين المجتمع الإسلامي خاصـة وباقي المجتمعات الإنسانيـة عامـة وأنه الحذو الأول لتلك الكمالات الربوبيـة التي بشرت الإنسانيـة جمعاء بالرحمـة والتسامح ونكران الذات والتعايش السلمي بين المجتمعات وهـذه النواة هـي الخطر الأول المستشعر من قبل أعداء هذا الخط الرسالي العميق في كل مفرداته التربوية وهـو أيضا الدافع الأول للجبهة المضادة فـي تشـويش وتشويه صورة الإسلام مـن خلال زج تلك الحـركات العنجهيـة التخريبية للنفس والبنى التحتيـة في صفـوف المسلمين ومن ثم أظهارها للمجتمعات على أنها أصل الإسلام وريادته فيكتمل السيناريو الذي خططت لـه تلك الإدارات المعادية لهذا الخط الرسالي العظيم وأبرز تلك الحـركات فتكاً للعالم الإسلامي هي الحركـة التيميـة التكفيريـة التي غرست انيابها في الجسد الاسلامي بفضل ما يحمله قادتها وأئمتها المارقـة من سوداويـة التفكير المتطرف الذي يناسب تطلعات الادارات الغربية المعادية للإسلام وعلى هـذا الأساس ولأجل تمزيق قميص الفتنة الذي التصق عنوة في الجسد الأسلامي. كما ولأجل خلع ذلك شمر المحقق الصرخي عن سواعد الفكر والمعرفـة محطما وناسفاً لتلك الافكار المتطرفة الماحقة للإنسانية من خلال محاضراته الموضوعية في التأريخ والعقائد (الدولـة المارقـة في عصـر الظهور منذ عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم) و (وقفات مع توحيد إبن تيمية الجسمي الأسطوري) حيث أستطاع من خلال هذان البحثان مـن إعادة الإسلام الى رونقـه الحقيقي وموقعه الريادي فـي تطبيق المفهوم التام للإنسانية وطرد تلك الحركات التشويهية المقيتة التي لبدت سماء الإسلام بسوداويـة لم يشهد لها التأريخ من نظير ...
بواسطة www9.0zz0.com