بقلم :قيس المعاضيدي
البكاء هو التعبير عن حالة نفسية يمر بها الشخص بذرف الدموع . وعند حبس الدموع تسبب أضراراً صحية للجسم وتجعله ضعيفاً أمام مقاومة الأمراض .وله فوائد عند اطراق البكاء وإظهار الدموع، حيث ينظم ضربات القلب ، وينشط عضلة الحجاب الحاجز والكتفين والصدر وتجعلنا نشعر بالراحة والاسترخاء كما يقول الأطباء وعلماء النفس .
فعندما يتعلق الإنسان بشخص ويتقرب له روحياً، فنلاحظه يشعر معه بارتياح. وكما يعبر أحد الإخوان عن هذا الارتياح بأنه ماء بار في صيف حار . فيعمل لخدمته ويضحي من أجله ورهن إشارته لتنفيذ طلباته وينكر ذاته. .فكيف بشخص يهديك إلى طريق الحق بكلامه اللطيف الهادئ ،وحديثه الذي يضمد الجرح وينسيك الهم وتستأنس له؟؟ . ذلك الشخص اختاره الباري عز وجل واصطفاه من بين مخلوقاته ليهدي الناس إلى الحق والخير والصلاح ,وكل ما يأتي به هو درس ممتع ومفيد للبشرية جمعاء، بإسلوب ملئه الرأفة والعطف والحنان ، والتضحية وتحمّل شر ضعاف النفوس من الجهال والمارقة .ليعطي دروساً بالأخلاق والصفات الحميدة ، وهو المبعوث رحمة للناس وليتمم مكارم الأخلاق .فعند بكائه على شخص ماذا نفهم ؟ أول فهمنا أن البكاء مشروع من الخالق جل وعلا ،وأيضاً أن ذلك الشخص المبكى عليه لا يمكن أن نطعن بإسلامه، وولائه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم .وأيضاً أن الحزن هو البكاء على الميت لتكريمه من قبلنا .
وفي المقام يقول الأستاذ المحقق الصرخي .(( لقد بكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علـى عمـه أبي طالب (عليه السلام) وعلى عمه الحمزة وجعفر الطيار وزيد بن الحارث وعبد الله بن رواحة وعلى ولده إبراهيم وعلى أمّه آمنة وعلى سعد بن عبادة . وقد أقر(صلى الله عليـه وآله وسلم) بكاء البكائين ، وكذلك نراه (صلى الله عليـه وآله وسلم) حثّ على البكاء كما حثّ وأمر بالبكاء على جعفر وحمزة (عليهما السلام) وقد تصدى (صلى الله عليـه وآله وسلم) لمنع وزجر من يمنع البكاء..))انتهى كلام المحقق الصرخي .
واليوم وبعد كل هذه الأدلة ،يأتي أحد ويطعن ويزجر ويكذب ويطرح الأباطيل والأكاذيب، على هادي البشر والصادق الأمين .، بأفكار منحرفة ويعترض على من يعقد مجالس العزاء على أهل بيت النبي ومشروعهم الإنساني الاصلاحي في سبيل هداية الناس وتخليصهم من ظلم التيمية والمارقة ويفند أفكارهم الخرفة حول الحزن والبكاء وزيارة القبور .
http://www2.0zz0.com/2017/10/10/12/920578359.jpg