بقلم : مهند الساعدي
من وضع النظام الكوني ونظمه بقوانين لايمكن مخالفته أو القصير والامتناع عن التطبيق ؟ يبدو السؤال للوهلة الأولى بسيط والإجابة عليه بديهية لاتتطلب التفكير،إنها من وضع الخالق الأحد -جلت قدرته- البديع المصور الحي القيوم المهيمن المعين السميع ، وأنزلها للناس عن طريق ألطافه وقدرته على انتجابهم من أفضل خلقه بمواصفات يصعب الإلمام بها أو إحصائها جميعاً ،ليقدموا أرقى وأفضل رسالة سماوية وأعظمها .وهنا أيضاً قدرته أوجدت طرق لإيصالها ، لأن خشيتنا من التقصير أمام هذا الوصف نرتكب أخطاءً بعدم التطبيق والرهبة من قبلنا من هذا الملكوت الإلهي ؟ كل ذلك يعرفه الخالق-عز وجل- كيف لا وهو الأقرب إلينا من حبل الوريد ويعلم ما توسوس به أنفسنا ؟ فحتى اختيارنا لطريقة الاستقبال قبلها الباري بقدرته التي وسعت كل شيء : وفي هذا المقام نذكر لكل مثال يبعث على التفكر بأمر الله - سبحانه و تعالى- ذلك المثال الذي ذكره المهندس الصرخي في بحثه :
1ـ [عَلِيٌّ وَعُمَر(عَلَيْهِمَا السَّلَام)..إمَامَةُ نُبُوَّةٍ وَمُلْكٍ(قَضَاءٍ وَحُكْم)..طُولًا (أو عَرْضًا)]
[تَأْسِيسُ العَقِيدَة...بَعْدَ تَحْطِيمِ صَنَمِيَّةِ الشِّرْكِ وَالجَهْلِ وَالخُرَافَة] حيث ذكر قائلاً :
(( ط ـ كَانَ النَّبِيُّ الإسْرَائِيلِيُّ(عَلَيْهِ السَّلَام) إِمَـامَ نُبُـوَّةٍ وَمُـلْـكٍ فِعْلًا وَتَحْقِـيقًـا، ثُـمَّ تَنَازَلَ عَن إمَامَةِ المُلْكِ مُضْطَرًّا، فَهَل قَـدَحَ ذَلِكَ بِإمَامَتِهِ وَنُبُوَّتِهِ وَشَرْعِيَّتِهِ وَصِدْقِـهِ؟!! كَـذَلِـكَ يُقَالُ فِي عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَام)...القُـذَّة بِـالقُـذَّة
ي ـ التَّشْرِيعُ وَالتَّرْبِيَةُ الرُّوحِيَّةُ وَالمَعْنَوِيَّةُ، إِضَافَةً لِلْقُدْوَةِ الحَسَنَةِ فِي السُّلُوكِ وَالأخْلَاقِ، مَعَ النُّصْحِ وَالأمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَن المُنْكَرِ، وَالصَّلَاةُ وَالدّعُاءُ بِالمَغْفِرَة وَالرَّحْمَةِ، مِنَ الوَظَائِفِ الأسَاسِيَةِ لِإمَامَةِ النُّبُوَّة.
ك ـ بَعْدَ جَعْلِ وَتَنْصِيبِ المَلِك، لَمْ يَتَوَقَّفْ النَّبِيُّ صَمُوئِيلُ(عَلَيْهِ السَّلَام) عَن مَسْؤُولِيَّتِهِ وَوَظِيفَتِهِ فِي إمَامَةِ النُّبُوَّةِ مِنَ العِلْمِ وَالتَّشْرِيعِ وَالنُّصْحِ وَالدّعَاءِ وَالرَّحْمَة، حَيْثُ قَالَ: {لاَ تَحِـيـدُوا عَنِ الرَّبِّ، بَلِ اعْبُدُوا الرَّبَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَلاَ تَحِيدُوا...وَأَمَّا أَنَا...أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ...اتَّقُوا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِالأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ...وَإِنْ فَعَلْتُمْ شَرًّا فَإِنَّكُمْ تَهْلِكُونَ أَنْتُمْ وَمَلِكُكُمْ جَمِيعًا}[سِفْر صَمُوئِيل(1)/ إصْحَاح(12):(1ـ25)]... ))
إن الشريعة الإسلاميه سمحاء وتتلائم مع جميع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والظروف الأخرى ، مع الثبات والتصميم العادل لإيصال الرسالة وفقاً لتلك الظروف ،وهذا اتخذ تطبيقاً عملياً في غاية البساطة والدقة المتناهية في فهم العقول وكيفية الاستقبال لذلك مع عدم الإقصاء والتنقيص و التهميش وإلغاء العقول والتسلط .
الصرخي الحسني
twitter.com/AlsrkhyAlhasny
youtube.com/c/alsarkhyalhasny
twitter.com/ALsrkhyALhasny1
instagram.com/alsarkhyalhasany