بقلم: قيس المعاضيدي
......................................................
يذكر احد اللغويين إن كلمة النفس هي مذكر وأيضا مؤنث .إما مذكر فتعني الإنسان بكل قواه الجسمية والعقلية .اما مؤنث فتعني النفس البشرية .وهي بكل الأحوال تعني الرابطة بين الروح والجسد .
أما في القرآن الكريم فقد ذكر مصطلحات للنفس وهي النفس المطمئنة والنفس اللوامة والنفس الأمارة .
والنفس المطمئنة وهي طمأنينتها الى ربها والركون الية والرضا بقضائه وقدره والعبودية له وتحمده .كما قال تعالى :(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) (سورة الفجر: الآية (27).
أما النفس اللوامة كما جاء في قولة تعالى (( لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ))ا(سورة القيامة الآية 2) وقد جاء في تفسيرها إن النفس فيها تلوم صاحبها على معصية الخالق عز وجل بكل صغيرة وكبيرة. آو تلومه بالخير والشر .ونأتي إلى النفس الامارة فهي وردت في القران الكريم بقوله تعالى : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ َلأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة يوسف: الآية (53).وقد ذكر في تفسيرها أن تلك النفس التي تأمر بالسوء وهي المذمومة. وقيل أيضا أن الله سبحانه وتعالى يمتحن الإنسان بتلك النفسين .
وفي هذا الضوء قال احد الصحابة وهو يوجه الناس لمراقبة أنفسهم ومحاسبتها حتى لا تقع في أهواء الشيطان ومكائده وأساليبه الملتوية .حيث قال الصحابي الجليل حذيفة رضوان الله علية ((إذا أحبّ أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا، فلينظر؛ فإن كان رأى حلالًا كان يراه حرامًا فقد أصابته الفتنة ، و إن كان يرى حرامًا كان يراه حلالًا فقد أصابته ). رواه الحاكم في مستدركه وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وقد عرج علية الأستاذ المحقق الصريخ حيث قال : (أقول : الآن نسأل هل إنّ قتل الأخ من أبناء الوطن والدين والإنسانية، حلالٌ أو حرام؟ هل كان حلالًا وصرتَ تراه حرامًا أو كان حرامًا وصرتَ تراه حلالًا؟ هل تهجير الناس والفرح بما يصيب الأبرياء وقتلهم وتهجيرهم وإثارة الطائفية والفساد والإفساد والسكوت على الفساد والإفساد ، كل هذا تراه حلالاً ؟ هل كنت تراه حرامًا فصرت تراه حلالًا ؟ أو أنت قد فقدت الاتزان والميزان والتمييز منذ البداية ومن الأصل؟.) انتهى كلام المحقق الصرخي .
فعلى الإنسان دائما مراقبة النفس وحملها على فعل الخير لتضعها على طريق الصواب وهو معرفة الباري عز وجل حق معرفته وهي غاية كل المعارف ومبتغى كل مؤمن بوحدانية الباري عز وجل والعمل على العبودية الخاصة له وليس خوفه من نارة ولأطمعا بجنته وتلك عبادة الأحرار .وان وصلت الى تلك الدرجة فانك في عليين .
https://e.top4top.net/p_719yhapn1.png !!!