الكاتب حيدر الكوتي
زخات مطر خجولة ...
مذهبان تصدرا زعامة الاسلام وقدما كل ما في جعبتهما اليوم ولم يفلحا في إظهار وجه الاسلام الجميل ...
نعم إنها زخات مطر خجولة لا تُسقي زرعا ولا تزيد نهرا ولكنها محسوبة على المياه جبرا ...
قد تجد بين الحين والاخر وابلاً ترسله السماء غيثا وعونا ولكن احدا لم يكترث فيبقون مستسقين لتلك القطرات الخجولة فلا يُجنى منها سوى كسر الرقاب وشخص البصر .
ولو انهم أووا الى ماء معين وبحر عميق لافلحوا ...
لقد تحجروا على موروث غير شرعي تكاثرت اباؤه ولاغت السنة الكلاب فيه حتى بات لا يُرى صحيحه لكثرة ما دُس فيه ...
فما حيلة المحقق المعتدل في إصلاح ما خربه الدهر وأكل عليه وشرب ؟
حقا إنه أمر عظيم ان تقف بوجه ابناء مذهبك وابناء مذهب يخالف مذهبك ...
تحاول جاهدا ان تنير الطريق لهما بينما هُم يسعون الى قتلك واطفاء شعلتك ...
انا قلتها سابقا واقولها اليوم :
من السهل ان تنتمي الى مذهب لأنك ستحظى بصديق وعدو ..
ولكن من الصعب ان تكون معتدلا لأنك ستحظى بعدوين بل أعداء ...
وأمانة ارجعها الى التاريخ إني لم أجد معتدلا واحدا اليوم يشفي الغليل سوى صاحب الدليل المحقق التاريخي الابرع (( السيد محمود الصرخي الحسني )) الذي سبق فعله قوله وتحمل ما تحمل قبل أصحابه من قول الحق والثبات على العقيدة من تطريد وتشريد وتهجير وسجن ولكن لم يرجف له قلب ولم تنثني له عزيمة ....
لم ينكر الموروث كله ولم يقبله كما هو ...
ثنى الوسادة وحقق فيه حتى كشف الغبار وازال الستار عن وجه الاسلام الاصيل ...
فبان للقاصي والداني ممن كان يُحسب على الاسلام أنهم كانوا يغردون خارج السرب ...
فجاء الينا ببضاعة مزجاة كأنه يدعونا الى أمر جديد وإسلام بكر ...
وزف الينا عرائس أفكاره فوجدناها مُهَر لم تُركَب ودرر لم تثقب ...
فهنيئا لمن التحق بركبه وسار على هدى نهجه .