الكاتب محمد الثائر
لاتهافت ولا غفلة في الحكم الشرعي
النذر في رأي المحقق الأستاذ!!
قال تعالى في بيان كتابه الحكيم
***64831;فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً ***64830;
[ سورة مريم : 26]
الحقيقة النذر إذا عرفت الله عز وجل نذرت له حياتك ، نذرت له شبابك ، نذرت له عمرك ، نذرت له قوتك ، نذرت له ذكاءك ، نذرت له لسانك ، نذرت له يدك ، نذرت له مالك، معنى النذر الواسع أنه شيء بين يديك تقدمه لمن تحب ، معنى النذر الدقيق شيء تملكه، أنا أملك صحتي ، أملك شبابي ، أملك قوتي ، أملك مالي ، أملك علمي ، أملك جاهي ، هذا الشيء الذي أملكه بين يدي لشدة حبي لله عز وجل قدمته قربةً لله عز وجل ، فالأصل أن نذر الحياة الدنيا شيء بين معرفة الله وبين الآخرة ، تعرفه فتنذر له كل حياتك فتقبض الثمن بعضه في الدنيا وجله في الآخرة هذا هو المعنى العام .
يا بشر لا صدقة ولا جهاد فبم تلقى الله إذاً ؟ هذا سؤال كبير ليسأل أحدنا هذا السؤال : أنا ماذا قدمت لله عز وجل ؟ ما الذي أستطيع أن أقدمه لله عز وجل حينما أقف بين يديه ؟ يا رب أنا فعلت كذا من أجلك ، يارب أنا فعلت كذا وأنفقت كذا ، سلكت هذا الطريق ، تجشمت هذه المشاق ، بذلت هذا المال ، بذلت وقتي الثمين ، بذلت من راحتي ، بذلت من وقتي، معنى البذل امرأة عمران رضي الله عنها ماذا فعلت ؟ نذرت لله ما في بطنها ، ماذا تملك المرأة ؟ إن جل ما تملكه أن تندر لله عز وجل وليدها ، فتقبل الله منها هذا النذر ، وكانت امرأة هي سيدة نساء العالمين هي السيدة مريم وقد ولدت نبياً عظيماً ، هذه الآية ذات دلالة كبيرة جداً إذا نذرت لله شيئاً الله عز وجل يعطيك أضعافاً مضاعفة ، يريد الله عز وجل أن تربح عليه ، يريد أن تقدم شيئاً قليلاً ليعطيك شيئاً كثيراً ، قد لا تكون النسبة معقولةً بين الذي تقدمه وبين الذي تأخذه . إذاً معنى قوله تعالى :
***64831; مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ***64830;
[ سورة البقرة : 245 ]
من هذا القبيل ، الدنيا كلها ، إعطاء المال ، والقوة ، والصحة ، والسمع ، والبصر، والفؤاد ، والقلب ، واللسان ، أعطاك المال ، والزوجة ، والأولاد ، والذكاء ، والعمل ، والجاه من أجل أن تقدم بعض هذا الذي أعطاك إياه لله عز وجل
من هنا نعرف ان النذر عبادة قديمة جداً والدليل قوله تعالى :
***64831; إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ***64830;
[ سورة آل عمران : 35]
لكن السيدة امرأة عمران نذرت ما في بطنها فتقبل الله نذرها وأعطاها عطاءً لا حدود له ، آية ثانية يقول الله عز وجل يتحدث عن السيدة مريم :
***64831;فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً ***64830;
وعلى ضوء هذ المقدمة نرى من سماحة السيد الاستاذ الصرخي الحسني يكون بيانه في مثل هذ المسالة حازم واليكم الدليل حيث وجه اليه سؤال واجاب سماحة.....
(النذر )
سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص نذر نذرًا لله إذا شفي من المرض فإن نصف عمله (أي نصف أموال عمله) إلى الإمام المعصوم ولكن بسبب سوء المعيشة وكثرة المؤونة فإنه لا يستطيع الوفاء بهذا النذر فما هو حكم نذره؟ وهل يجب الوفاء بالنذر؟
بسمه تعالى:
يجب عليه الوفاء بالنذر، وإلّا فعليه كفّارة الحنث مع الاستغفار، والله العالم.
(( شذرات من فتاوى المرجع الأستاذ ))