الكاتب محمد الثائر
المسلسلات التركية المدبلجة ... في ميزان التحقيق العادل
(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى***1648; مُلْكِ سُلَيْمَانَ)
إلى من إنكار جميع الكتب التي أنزلها الله تعالى عليهم وأرشدهم إليها عن طريق الأنبياء والرسل، ولذلك نرى أن الحق سبحانه جعل الأجزاء التي يتكون منها المنهج الإلهي يعضد بعضها بعضاً، فإن حدث ما يتسبب في ترك نسبة قليلة من تلك الأجزاء فبلا أدنى ريب سيكون هذا الترك مشتملاً على المنهج بأسره، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في كثير من متفرقاته فتارة يربط قتل النفس الواحدة بقتل الناس جميعاً، كما في قوله تعالى: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً) المائدة 32. وتارة يجعل عدم التصديق بالملاك الديني مرتبطاً بترك مسلمة من مسلماته، كما في قوله: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) البقرة 85. من هنا نرى أن الطريق الموصل إلى استزلال الشيطان لبعض الناس لا يخرج عن هذه الدائرة، ولذلك نجد أن الكسب الناتج عن أعمالهم السيئة قد جعلهم في موقع متأرجح بين اتخاذ السبيل القويم وبين الميل عنه وأنت خبير بأن عدم استقرار الإنسان في الجانب الإيجابي يجعله عرضة لتأثير الشيطان وذلك بسبب كسبه لقليل من الإثم،
وبناء على ما تقدم يظهر أن القرآن الكريم يجعل الإيمان ببعض الرسل ونبذ بعضهم أقرب إلى الكفر وإن شئت فقل هو الكفر بعينه، فما قيمة الإيمان بموسى والكفر بعيسى أو محمد، علماً أن الله تعالى قد بين أن هذا السبيل لا يمكن أن يكون هو السبيل المعتمد في الوصول إلى حقيقة الدين إذ لا سبيل إليه سبحانه إلا عن طريق الإيمان به وبجميع رسله، مع ملاحظة أن الرسول بما أنه رسول ليس له من الأمر شيء فالإيمان به إيمان بالله والكفر به كفر بالله، وقد بين تعالى هذا المعنى بقوله: (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً... أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً) النساء 150- 151. ولأهمية هذا الأمر ذكر فتوى لسماحة السيد الاستاذ الصرخي الحسني حول عن الابتعاد عن جادت الصواب مما يورث في المجتمع بيع إسلامه ورسالته الإلهية بأبخس الأثمان
واليكم هذ الفتوى.......
ما حكم متابعة المسلسلات التركية المدبلجة ؟
بسمه تعالى :
إذا كان المقصود بالمسلسلات التركية هي المسلسلات الفاسدة التي أطاحت بالقيم الأخلاقية ومكارم الأخلاق وقضت على الأصالة في العفّة والشرف والأمانة والصدق ، فسلبت المجتمع عن دينهِ ومبادئهِ وأخلاقهِ وإنسانيتهِ ، فجعلته كالبهيمة همّها علفها وشهوتها فصار يتكالب على الدنيا ومغرياتها وفتنها ، فباع إسلامه ورسالته الإلهية بأبخس الأثمان ، فتحول المجتمع إلى مجتمع رذيلة لا يأمن الإنسان فيه على نفسه وعرضه من أقرب الناس إليه ، وعليه فلا يجوز متابعة كل المسلسلات الهابطة الفاحشة ويحرم ذلك على من يتابع ومن أسس ويؤسس ويروّج لتلك المسلسلات القبيحة .
(( شذرات من فتاوى المرجع الأستاذ ))