بقلم محمد الثائر
المهدي رحمة .. قالها المعلم الصرخي
===========================================
تحت هذ العنوان الذي أقتبسناه من المحاظرة ال...(8) من بحث الدولة المارقة في زمن الظهور منذ عصر الرسول صل الله عليه وأله وسلم.........
لسماحة السيد الاستاذ المحقق الصرخي الحسني...................
هل هو من الفضول العلمي أن نتحدث عن معالم دولة لا أحد يدري متى تأتي، ربما قريباً، وربما بعيداً، وربما فشي غاية البُعد؟
ولماذا يرغب كثير من الناس وربما كل الناس أن يتعرفوا على معالم تلك الدولة؟ هل هو مجرد نزوع لاكتشاف المجهول حتى وإن لم يكن يؤثر شيئاً ما على مسارات حياتهم؟
لكن علم الاجتماع، وعلم التاريخ الانساني هو الآخر ومن منطلقات علمية يحاول أن يكتشف معالم ذلك المستقبل لماذا؟
مدلول البحث عن المستقبل التاريخي:
ليست المسألة اذن مجرد فضول علمي، ولا نزعة فطرية لاكتشاف المجهول، وإنما هي ذات مداليل ترتبط بحركتنا المعاصرة والمسارات العقائدية والسياسية التي اخترناها، إلى أين تنتهي؟ ومن هو المنتصر؟ ومن هو صاحب الرؤية الصحيحة؟ ومتى ستنتهي هذه المعاناة البشرية؟ وكيف ستنتهي؟ وما هي الوسائل؟ كل هذه الأسئلة تلقي بظلالها على طبيعة العقيدة وطبيعة المسارات والمناهج التي نختارها لحياتنا، ومن أجل ذلك فإن كل ايديولوجية تحاول أن ترسم صورة ذلك المستقبل، ومعالم تلك الدولة العالمية بما يتناسب مع تلك الايديولوجية.
الماركسيون يرون أنها مجتمع العمال العالمية، الذي تنتهي فيها مؤسسات الدولة، ويدار إدارة ذاتية.
النصارى يعتقدون أن السيد المسيح هو الذي سيقود عملية الإصلاح الكبرى.
وبطبيعة الحال ستكون الديانة النصرانية كما ستكون الكنيسة هي صاحبة النفوذ في تلك الدولة.
فيما يتحدث المسلمون: أن الإسلام هو الذي سيؤسس تلك الدولة، وسيقودها واحد من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
إن دولة الإمام المهدي عليه السلام في ضوء ما هو الثابت من النص الديني هي دولة عالمية، تسقط فيها الحواجز القومية، وتتوحد فيها الملل البشرية.
متجاوزة حدود اللغات، والأعراق، والتضاريس.
هي دولة الأرض كلها كما يشير إلى ذلك القرآن الكريم بالقول: ((وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)).
يمكن أن نقرأ بهذا الصدد النصوص الشرعية الثابتة مثل: ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً).
وكذلك ما روي عن الإمام علي عليه السلام، قوله: (يبعث الله رجلاً في آخر الزمان.
يملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً وبرهاناً، يدين له عرض البلاد وطولها لا يبقى كافر إلا آمن ولا طالح إلا صلح.