الدنيا محل ابتلاء واختبار لبني آدم وقد فشل الكثيرمن بني البشر في هذا الأمر والسبب هو مغرياتها وزخرفها، لذلك قد مرَّ على الأنبياء والمصلحين أشد أنواع الظلم والاضطهاد والحرمان بسبب مطايا إبليس اللعين وحزبه الفاسقين ، وتجد القلة القليلة التي تناصر الحق وتقف بجانبه وهذا ما ذكره لنا القرآن الكريم في العديد من الآيات الكريمة والامثلة عديدة وكثيرة كما في قوله تعالى (لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ( 78)
فلا بد من المعرفة الحقيقية لكل أركان الباطل ولقد أخبرنا الشيطان بنفسه عن تلك الحقيقة كما ذكرها لنا المحقق الاستاذ المعلم الصرخي الحسني في مقتبس من المحاضرة (27) من بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ قائلاً:
((الرواية الثلاثون بعد المائة في صفوة الصفوة وتلبيس إبليس لابن الجوزي ، عن وهيب أو وهب بن الورد قال : "بَلَغَنَا أَنَّ الْخَبِيثَ إِبْلِيسَ تَبَدَّى لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ لَهُ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَنْصَحَكَ ، فَقَالَ : كَذَبْتَ أَنْتَ لا تَنْصَحُنِي ، وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ بَنِي آدَمَ ، فَقَالَ : هُمْ عِنْدَنَا عَلَى ثَلاثَةِ أَصْنَافٍ ، ... وَأَمَّا الصِّنْفُ الآخَرُ (الثاني) فَهُمْ فِي أَيْدِينَا بِمَنْزِلَةِ الْكُرَةِ فِي أَيْدِي صِبْيَانِكُمْ نُلْقِيهِمْ كَيْفَ شِئْنَا ، قَدْ كَفَوْنَا أَنْفُسَهَمْ ..."أقول : "وَأَمَّا الصِّنْفُ الآخَرُ فَهُمْ فِي أَيْدِينَا بِمَنْزِلَةِ الْكُرَةِ فِي أَيْدِي صِبْيَانِكُمْ نُلْقِيهِمْ كَيْفَ شِئْنَا ، قَدْ كَفَوْنَا أَنْفُسَهَمْ": " مَن هذا الصنف الثاني ؟ أئمة الضلالة ... الذين يؤسسون للطائفية الذين يدعون الناس للتقاتل فيما بينهم... هذا هو الصنف الثاني ، هؤلاء عبارة عن كرة في يدي إبليس وفي أيدي شياطين إبليس كما هي الكرة في أيدي الصبيان ، كما الصبيان يلعبون بالكرة فإبليس يلعب بأئمة الضلالة، ... أو غيرهم من الفاسدين المفسدين المنحرفين الضالين))
اذاً لا بد من وعي ومعرفة تعم الشعوب الإسلامية وغيرها من الشعوب كي تعي تلك الحقيقة ،حقيقة أئمة الضلالة الذين عملوا ومازالوا يعملون مابوسعهم لأجل مصالحهم ومنافعهم الدنيوية فالسعيد من ناضل وجاهد قوى التكفير وأئمتهم المضلين بالكلمة الصادقة والضمير الحي .