في هذه الايام الخالدة والحزينة على قلوب كل المسلمين بالعالم وحتى غير المسلمين والتي نستذكر بها ثورة ابي عبد الله الحسين –عليه السلام- ضد الظلم والطغيان والجبروت الذي تمثل بدولة الباطل وقائدها يزيد، فلا بُد من وجود جملة من التساؤلات التي نطرحها في المقام لكي نعي مدى اهمية تلك القضية المقدسة التي استشهد من اجلها امامنا واهل بيته واصحابه في سبيل تحقيق رضا الله تعالى وتحقيق دولة العدل الالهي، ومن هنا كانت ولا زالت طف كربلاء تمثل الحق والباطل تمثل الخير والشر لذلك لا يمكن لنا ان نحصر تلك القضية المقدسة بطقوس سنوية نمارسها من باب العادة من طبخ الطعام او لطم الصدور فهي ابعد من ذلك بكثير بحيث انها تتعدى تلك الامور الشكلية وتذهب الى ما هو ابعد وهو الوقوف بالضد من الظالم والتحرر من عبودية الاشخاص مهما كانت قوتهم وجبروتهم ومن ضمن تلك الاسئلة الشرعية والعقلية التي وجهها سماحة المحقق الحسني في المقتبس ادناه من بيان "محطات في مسير كربلاء" لسماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظلّه-
قال الإمام الحسين- عليه السلام-((إنّي لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، وإنّما خرجت لطلب الإِصلاح في أمة جدّي- صلى الله عليه وآله وسلم- أريد أنْ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب- عليهما السلام- فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ وهو خير الحاكمين)) والآن لنسأل أنفسنا: هل نحن حسينيون؟ هل نحن محمديّون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟ أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟ إذًا لنكن صادقين في نيل رضا الإله ربّ العالمين وجنة النعيم))
ومن حقنا كاتباع لأهل البيت –عليهم السلام- ان نفتخر ونتباهى بهكذا امام قد جسد كل مبادئ القيم العليا من وفاء واخلاق وشجاعة وعزة النفس والكرامة والتضحية في سبيل الله لكي يعم العدل والسلام في جميع بلدان العالم، فمع مرور اكثر من الف عام على تلك الواقعة التي حدثت في كربلاء تشاهد الناس تحيي تلك الحادثة وكأنها حصلت بالأمس القريب والمحظوظ من اتعظ واخذ العبرة والعَبرة وجعل قضية الامام الحسين وأهدافه وشعاره الخالد نصب عينه يتحدى فيه كل طواغيت العصر والذين ساروا على نهج خليفتهم الاموي فنالوا الخزي والعار ولعنة التاريخ .