غيرُ خافٍ على القارئ الكريم أنّ الإسلام المحمدي الأصيل بُني على أسس صحيحة ومناهج تربوية رائعة تجسدت واقعًا حقيقيًا بالرسول الأكرم محمد بن عبد الله –صلى الله عليه واله وسلم-, ومن بعده عترته الطاهرة التي نهجت نفس الطريق الذي رسمه النبي الأقدس، ومن المؤكد هنا أنّ ذات الطريقة والسلوك التربوي لا بُد من تجسده واقعًا في المرجع الأعلم الجامع للشرائط, الذي هو امتداد حقيقي للائمة الأطهار ونبينا العظيم –عليه وعلى اله أفضل الصلاة والسلام-, ومن هنا نُريد الإشارة الى ما قاله المحقق الصرخي ذاكرًا ما مضمونه ((قال الأستاذ المعلم السيد محمد باقر الصدر(قدس سره): إنّ القيادة لا تصْلَحُ إلّا في ثلاثة أمور: إما نبي مرسل، أو إمام معصوم ، أو مجتهد أعلم، وفي خلاف ذلك، فإنها قيادة ضلال, واتّباعها ضلال. وقال السيد الأستاذ محمد محمد صادق الصدر: كل من تصدى لقيادة المجتمع وهو ليس بمجتهد ، أكبّه اللهُ على مَنخِريه في قَعْر جهنم كائنـًا من كان، حتى لو كان من أفضل فضلاء الحوزة " .
مقتبس من المحاضرة {5} من بحث : ( ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المحقق
وما دامَ العصر الحالي وما سبقه من عصور لا يوجد فيها أنبياء بعد انّ انتهى عصر النبوة ولا أئمة معصومين، وكان لا زال الأمر يقتصر على حجة الله في أرضه المهدي المنتظر –عليه السلام- الذي هو الآخر قد غاب عن الأنظار بأمر الله، وسيخرج في أخر الزمان ليملئ الأرض قسطًا وعدلا بعد أنّ ملئت ظُلمًا وجورا وهذا ما أكدت عليه روايات وأحاديث رسول الله وأهل بيته الكرام، وقد تعلق الأمر بالقيادة للمرجع الأعلم وخلاف ذلك (أي عدم الامتثال للأعلم وأطاعته ) فيكون مصير الأمة الى هلاك وسفال وهذا ما نشهده واقعًا بعد تصدي جهال العلم وفاقدي مؤهلات القيادة للمرجعية وإصدار الفتوى فكان الانحراف الكبير المدمر .
نعيم حرب السومري