أكل الحرام من الذنوب الكبيرة التي يُصاب بها الإنسان من خلال سيْرهِ في طرق غير صحيحة لكسبه المال والأكل الحرام والمراد بالأكل الحرام هو مطلق التصرُّف به ، سواء بنحو الأكل والشرب، أو بنحو اللبس والسكن وغير ذلك، وباختصار يُحرَم جميع التصرفات في المال الحرام و قد سمّيَ مال الحرام باسمٍ آخر، وهو(السُحْت) والسُحْت بمعنى الزوال والانعدام ، والمال المسحوت، بمعنى المال المقتلع والمقطوع مِن جذوره، وحيثُ أنّ المالَ الحرام لا بركة فيه، ولا يَنتفع المتصرِّف به، ومنه ، لذا عبِّر عن أكل الحرام بأكل السُحت،
وله الآثار السلبية التي يخلِّفها الأكل الحرام فهو يؤدي إلى سلب البركة من المال وعدم استجابة الدعاء ومنع قبول العبادة.. وكذلك آكلُ الحرام يَلعنهُ كلُّ مَلَكٍ في السماوات والأرض!
وكذلك له آثاره على الفرد والمجتمع فالرزق مقسوم من الله تعالى فغالبًا يتخيّل مَن لا يتورع عن كسب المال الحرام أنّه إذا صرف النظر عنه فإنَّ وضعه المعيشي سوف يتدهور، ويعتقد أنَّه سيكون في أشدّ الحاجة والابتلاء، لذا يجب أن ننبّه إلى هذه الملاحظة، وهي: إنَّ ذلك مجرد خيال نفسي ووسوسة شيطانية، وللأسف الشديد هنالك بعض الناس من المؤمنين ومَن يَحسب نفسه في أعلى مراتب التقوى والإيمان والعرفان. ولكنه في الحقيقة هو يطيع الشيطان وجنوده من الجن والإنس من خلال أكل الحرام وسرقة الناس وإباحة كل ما يملكون، فأصبح الغباء والجهل عندهم إلى مستوى البهيمية المطبقة بحيث صار مرتعًا لإبليس وشياطينه من الجن والإنس وعلى الرغم من التنبيه المتكرر والموعظة الحسنة لشناعة هذا الفعل وفحشه وقبحه واستنكاره، إلّا أنّ تلك الثلة العفنة، الثلة القذرة لا يتناهون عن منكر فعلوهُ، بل لازالوا مستمرين بالسرقات والسطو على الناس وإباحة ممتلكاتهم ويبررون تلك السرقات بعناوين شرعية وبِغِطاءٍ شرعي!!!
وللأمانة أكثر المتورعين عن الحرام بكل أصنافه وأشكاله هم أنصار المرجع المحقّق السيد الأستاذ الصرخي.. وذلك لكونهم ارتبطوا بتلك المرجعية المباركة ويعتبرونها قدوة حسنة لهم بكل شيء وهذا ما تشهده الساحة العراقية لهم، فلم يشاركوا بسرقةٍ، وقتلٍ، وتهجيرِالآخرين كما فعلت بعض الجهات الدخيلة والعميلة والمسيّسة؛ لأنها تربت على لغة العنف والتطرف والعمالة والسُحت، وساء ذلك مصيرًا.
نعيم حرب السومري