لم ولن تكن الثورة الحسينية قد خصت فئة دون اخرى او شعبًا دون اخر بل هي ثورة شمولية هدفها قائم على التغيير الحقيقي من براثن الانحرافات العقائدية والفكرية التي حلت بالأمة آنذاك من خلال تسلط الفاسدين المنحرفين الذين ارادوا ان يطمسوا الهوية الاسلامية الحقيقية التي بنيت على الاعتدال والاخلاق والتربية الصحيحة، فكان لثورة ابي عبد الله الحسين –عليه السلام- الاثر البالغ والحقيقي في نفوس كل ابناء البشرية التي عانت وتعاني ويلات الظلم والانحراف والفساد الفكري والاخلاقي، وبالنتيجة لا بُد للامة من حسين يحفظ لها كرامتها وعزها ومجدها، ويتجسد ذلك من خلال العظة والعبرة التي يقولها لنا من يمثل الحسين-عليه السلام- في وقتنا الحاضر وهو المرجع الاعلم الجامع للشرائط الذي يمثل الخط الحقيقي لأهل بيت النبوة –عليهم السلام- وجدهم المصطفى –صلوات الله عليه وعلى اله الكرام- وننقل بعض تلك المقتبسات التي خطها المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني في بيان (محطات في مسير كربلاء) قائلًا ((بسم الله الرحمن الرحيم {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} التوبة/16، ها هو كلام الله المقدّس الأقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء، فَيُعرف الزَبد والضارّ ويتميز ما ينفع الناس والمجاهد للأعداء وإبليس والنفس والدنيا والهوى فلا يتّخذ بطانة ولا وليًا ولا نصيرًا ولا رفيقًا ولا خليلًا ولا حبيبًا غير الله تعالى ورسوله الكريم والمؤمنين الصالحين الصادقين- عليهم الصلاة والسلام- فيرغب في لقاء الله العزيز العليم فيسعد بالموت الذي يؤدي به إلى لقاء الحبيب- جلّ وعلا- ونيل رضاه وجنّته، وفي كربلاء ومن الحسين- عليه السلام- جُسّد هذا القانون والنظام الإلهي، حيث قام- عليه السلام- في أصحابه وقال: (إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت، وأدبَر مَعروفُها ألَا تَرَون أنّ الحقِّ لا يُعمَل به، والباطلَ لا يُتناهى عنه؟!، لَيرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَمًا) والحقيقة التي لا يجب قولها او الحكمة التي تقول ان ما يخرج من القلب يقع بالقلب فأغلب كلام المولى الصرخي الحسني هو ناتج من احساس حقيقي وعلم غزير في قضايا الشرع وحتى غير الشرع جسد ذلك من خلال المطوعات الكثيرة من الكتب المتوفرة بالمكاتب وكذلك بالمحاضرات الكثيرة الصوتية والفيديوية وهنا نذكر ايضًا كلام له يقول فيه ((في أيام عاشوراء محرم وصفر الحزن والألم والمصاب بالرسول الأمين والحسن والحسين السبطين وزين العابدين والرضا في أرض طوس الغريب المدفون- عليهم وعلى آل بيتهم الصلاة والسلام والتكريم-، علينا أنْ نذكر بعض ما يلزم أنْ يكون حاضرًا وشاخصًا لنا في كل مقام ومقال كي نكون صادقين في حبِّ الحسين- عليه السلام- وموالاته، وإلّا ففي النفاق ومع المنافقين والعياذ بالله)) اذًا المقام الحقيقي والمميز الواضح في قضية ابي الاحرار هو الصدق والا كان المحب في خانة النفاق كما يعبر سماحته في الكلام اعلاه .