بقلم :قيس المعاضيدي
الحياة الزوجية هي أساس المجتمعات ,ونواتها الأولى هي الأسرة .وتتكون هذه الأسرة من عقد قران شرعي بين الرجل والمرأة .ومن هنا تبدأ الحياة الأسرية التي يملؤها الاحترام المتبادل والمودة والتفاهم. وذلك هو الطريق الصحيح السالك إلى السعادة .وبعدها تمتن الرابطة الأسرية وتتوطن .وخير من صور تلك العلاقة قول الباري عز وجل ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )سورة الروم (21).
ومن هذه العلاقة ترتقي الأسرة إلى التماسك وهذا بدوره ينتج مجتمعاً متحضراً ذو أخلاق حميدة . يسوده العمل المثمر والعفة والنزاهة والأخلاق السامية والعلاقة النظيفة .والزواج هو تعارف وتقارب ومصاهرة تزهوا بالحب والمودة العالية ولنا ما يؤيد ذلك قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)سورة الحجرات (13). ومن جملة ما جاء في تفسيرها أن الله سبحانه وتعالى خلقكم عن طريق الزواج من رجل وامرأة لتجمع الشعوب البعيدة والقبائل القريبة لتتعارفوا ومن يشكر هذه النعمة هو أتقاكم وأكرمكم عند الله سبحانه وتعالى .
ولكن لو حصل خلاف ذلك بأن وجد ما يخدش العلاقة الزوجية لا سامح الله؟, من حقد وبغض وسوء فعال أو خيانة أو هجر .أعاذنا الله .أوجد الباري عز وجل علاجاً من ذلك المرض ,وحتى لا يستمر ويتعكر صفو العائلة شرع الله سبحانه وتعالى الطلاق رغم أنه أبغض الحلال .وله أسباب وأنواع وظروف وتبعات كل ذلك شرعها الخالق جل وعلا. بقوله (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) سورة البقرة (229)
والطلاق الذي يفتت ويقوّض بناء المجتمع، والذي لا تنعكس آثاره على الزوجين فقط ؛ بل تتعدى إلى الأبناء الذين يكون مستقبلهم مجهولًا وبائسًا، وتأثير ذلك على نفسياتهم الذي قد يجعل منهم مجرمين حاقدين على المجتمع .
والعائلة التي تفككت تنهار وتصبح طعماً للفساد الأخلاقي وتحترف الجريمة , وأيضاً ملتقى ومرتعاً لكل مشاكل المجتمع وسبب تعاسته وبؤسه .فتتلقفه أمواج الشر والقتل فتجنده مجموعات تخريبة ليعتنق أفكارها الإجرامية لتهدم المجتمع وتجعله في الحضيض .جعلنا وإياكم ممن يعيشون حياة زوجية مليئة بالمودة والسعادة لنبني مجتمع إسلامي رسالي .
https://f.top4top.net/p_623wozi61.jpg لا يتوفر نص بديل تلقائي.