لماذا إن قبلت الصلاة قبل ما سواها ؟
بقلم :قيس المعاضيدي
............................................................................
الصلاة لغة تعني الدعاء ، والدين والعبادة وجمعها صلوات .وهي من الأعمال العبادية العظيمة عند الله سبحانه وتعالى .ومن أرفع الدعائم الإسلامية عند المسلمين ،بل ركن أساسي في الإسلام ، والتي حث عليها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وعدم التقصير بها وعدم التفريط بها .وهي الصلة بين العبد وخالقه .فإذا أراد العبد أن يدعوا الله لشيء ما ، صلى سعيا لاستجابة طلبه .
فالصلاة واجبة ولا يختلف عليها اثنان في الشرع ،فهي واجب على كل مسلم ومسلمة، بالغ عاقل . كما قال المولى عز وجل:
إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) سورة النساء، آية: 103.
وكذلك الآية الكريمة ] قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)[سورة المؤمنون .وقال الباري عز وجل في سورة الكوثر( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )وأيضاً في سورة الأعلى: (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) وأيضاً سورة طه( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ).
وفي الحديث الشريف حيث قال الرسول الكريم صلى الله علية والة وسلم :
«إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ: الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ.»..
وفي حديث عن الإمام جعفر الصادق(علية السلام ): «...إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة».
وهي بذلك عمود الدين إن أقامها العبد خالصة لله وتنهي عن الفحشاء والمنكر ،قبلت وان قبلت قبل سائر الأعمال الصالحة وهو بذلك يصبح في مرتبة الكمال نحو الرقي في سلم التكامل وهذا ينعكس نحو بناء مجتمع مسلم رسالي حيث قال الله سبحانه وتعالى :
: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )سورة المائدة (55).
وقد عرفنا أن الشارع المقدس فرض علينا الصلاة وبيّن أنه يريد بها الصلاة الناهية عن الفحشاء والمنكر، والتي إن قبلت قبل ما سواها من أعمال ، وأنها معراج المؤمن، وتاركها فاسق ومنافق وكافر وليس بمسلم ، ومع هذا نجد الكثير من المصلين يجني على الصلاة ويضيعها ويفرغها من معناها الحقيقي الشمولي من التربية الإسلامية الرسالية ، وينحرف بها نحو المعاني الذاتية الشخصية المادية، فلا نرى ذلك المُصلي آمرًا بالمعروف ولا ناهيًا عن المنكر ولا مهتمًا بأمور المسلمين بل يتعاون مع أهل الشرك والنفاق للإضرار بالإسلام والمسلمين من أجل أمر دنيوي تافه وزائل ، ولا نراه متحليًا بأخلاق أهل البيت (عليهم السلام) بل يتحلى بأخلاق أعدائهم، والمؤسف جدًا أن كل واحد منهم يعتقد أنه قد طبّق التعاليم الإسلامية الشرعية كالصلاة وغيرها بصورة صحيحة وتامة ومقبولة لكن الواقع خلاف هذا
اللهم هذه صلاتنا أقمناها خالصة لك ،لا حاجة لنا فيها غير رضاك ،اجعلنا ممن تقبل صلاتهم . ويغفر سيئاتهم وانصرنا على أنفسنا ،واجعلنا من المواظبين عليها والشاكرين لنعمائك، انك نعم المولى ونعم النصير .
https://d.top4top.net/p_7400gb2x1.png :::