بقلم :قيس المعاضيدي
يشكل الإعلام دور مهم في اي قضية يراد تفاعل الناس معها وفهمها حق الفهم ، والإعلام هو السلطة الرابعة في إبراز ومحاربة أي فكر منحرف أو محاسبة ومعاقبة من يريد العبث والتخريب في بلد من البلدان ،.فنلاحظ يوجّه الإعلام كافة وسائلة حول أي قضية يُراد تحقيقها أو محاربتها، ومن هذا المنطلق عملت الأنظمة بإنشاء وزارات إعلامية تأخذ على عاتقها العمل على تلك القضية ،.ففي حال تعرض اي بلد للاعتداء الخارجي أو مشاكل أو صعوبات، نلاحظ لجوءه لمستشاريه وأصحاب الفكر والعلماء . وهنا نسأل هل تبقى مشكله لم يجد لها حل ؟ لا توجد ..ولكن هنا تكمن مشكلة تعطي آثار عكسية ،فقد يستعين الحاكم ببعض ممن يجد فيهم الرغبة وفق مزاجه الديكتاتوري ،وهنا تبرز المواهب والرغبات تتلألأ في سماء المتسلطين والطغاة والظلمة ،وتعمي بصيرة الحاكم من الكم الهائل من النفوس الضعيفة الذي يسيل لعابها ،برغبتها في العمل تحت سطوة الظلم ،وقبولهم الذل والهوان بالتدليس لصالح المحتل والظالم والفاسد.
وما نحن ببعيد عن التأريخ، وكيف احتل المغول بغداد والبلاد الإسلامية الأخرى؟؟!! وكيف ظهر وعاظ السلاطين لخدمة المحتل والتدليس للحاكم الظالم ومدحه بإضافة ألقاب عناوين لا يستحقها . مثال ذلك :الحاكم العادل ،وعبد الله المؤمن ،وصلاح الدين وخليفة المسلمين وغيرها .وأيضا تبرير عمل السلطان بإعطائه الشرعية في اي عمل .
وفي عصرنا الحاضر ابتليت البلاد العربية والإسلامية بمسميات كالربيع العربي ، يراد لها شرعنه عمل الاحتلال وقبول أفكاره الهدامة التخريبية ،.باحتلال دول وتشريد أهلها تحت أسماء لم ينزل الله بها من سلطان .وما احتلال أمريكا للعراق والتمهيد الإعلامي بقبول فكرة داعش ،ودوره في تخريب البلدان ونهب خيراتها ،وإرهاب في دول أخرى بدخول مليشيات بحجة محاربة داعش إلا للقضاء على ما تبقى من كل شيء لم يدمره الاحتلال وداعش، كما في سوريا وغيرها .والاحتلال لم يدخل فجأة بل عملت آلته الإعلامية على استساغة الاحتلال. وهنا أيضا استلهم إعلامهم الفكر التخريبي بتمرير أفكار خَرِفَة قاتلة ومجرمة بتبنيها أفكار ابن تيمية المارقة الداعشية .وتحت مسميات إسلامية والذي كان يصب بمصلحة الاحتلال والدواعش المجرمين والمنحرفين .
فكان لابد والحالة هذه من مواجهة ذلك الفكر...فكان فكر الأستاذ المحقق الصرخي الذي عمل بكل جهد لمواجهة الفكر التيمي المنحرف الضال .بمحاضرات عقائدية حاربت داعش وأنهت دولتهم المزعومة والزائلة والى جهنم وبأس المصير ..
ولكن هل استلهم الإعلام العربي والإسلامي تلك الجهود المباركة لهذا العالم المحقق بتسليط الإعلام عليها واستخدامها لمحاربة الفكر الداعشي التيمي وضد الفاسدين ؟الجواب مع الأسف لم يستلهم ولو بشكل بسيط .!! لان الأمور لم تأتي كما يريد الحاكم الذي يدير دفة الإعلام!!!
أملنا كبير بالمهذبين دُعاة الفكر والثقافة عامة ، وهو المعوّل عليهم في خلاص المجتمعات من براثن الفكر الداعشي والتطرف المارق ، على أن يترجموا أمانيهم بنفاد داعش ونهايتها ، بشكل مباشر وعلني ومن على المنابر الفكرية والأدبية ، في ظرف أصبح الفكر الداعشي الحد الفاصل بين الحياة والموت ، والماضي والحاضر وسعادة العيش وشقائه ، والشغل الشاغل في أحداث وتوقعات وتصورات الإنسان ، وأنه يستحق الإدانة بالقول والفعل ، فالناس ابتأست الدعوات الفارغة وسئمت الشعارات البراقة ، وضجرت الهتافات الرنانة ، التي تدعو وتناشد وتحشّم بالتصدي للدواعش فكريًا ، وبدون إقدام حقيقي على خطوات جادة ، تكون بمستوى الظرف الحياتي الحنظل الذي تعيشه مجتمعاتنا ، على أن تستلهم هذه القامات الفكرية والثقافية مادتها من مفكرين معتدلين معاصرين ، أقدموا وباستطاعة على تقديم رؤية معاصرة ومستقبلية شخصّت وعالجت مشكلة الواقع ، ومن منطلقها العقائدي والتاريخي كتلك الرؤية التي تفرد وأبدع بها المحقق الأستاذ الصرخي بمنجزه الفكري الموسوم (( الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم" ) و( وقفات مع .... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري )).
http://cutt.us/EC3Ai