بقلم: قيس المعاضيدي
..................................................................................
الموصلُ مدينةٌ عراقية ضاربة في القدم باعتبارها أهم المُدن الإسلامية العريقة بحضارتها وخيراتها ومواردها ومناخها الخلاب وأنهارها وما تحوي من معادن وطاقات بشرية هائلة بعلمائها ومثقفيها. ولذلك كانت محط أنظار المحتلين الطامعين. ومن هنا عانت تلك المدينة كثيرًا ،ودفعت أثمان وأثمان .ودارت على رحاها أعتى المعارك منذ التاريخ القديم، من المغول وويلاته ومآسيه وحتى التاريخ الحديث من الاحتلال العثماني والبريطاني وصولًا الدواعش .ومازالت تنزف دماءً عزيزة وكأنها ملعونة عبر التأريخ ،أو كُتب عليها تجشم عناء الاحتلال .
وعندما نقرأ التأريخ نستنتج أن الذي حصل سببه إفتاء و(إمضاء)التيمية لكل احتلال وفي كل عصر، مما زاد من جراحها، وجعلها لقمةً سائغةً للمحتلين الذين نصّبوا الخونة والجبناء عملاء لهم ليديروها وفق منهاج ومزاج المحتل الكافر .متناسين هؤلاء الخونة فضلُ تلك الأرض عليهم، وعميت بصيرتهم حفاظًا على المنصب لعنةُ الله على هذا المنصب الذي دفع الأبرياء والفقراء ثمنه من قتل وتشريد ونزوح وسرقات لأموالهم . وإذا أردنا الاطلاع على تأريخها فلنقرأ في ما كتبة الذهبي: تاريخ الإسلام 48/(33):
[سنة ست وخمسين وستمائة(655هـ)]: [كائنة بغداد ]: قال(الذهبي): {{وكان وزير العراق مؤيّد الدين ابن العَلْقمي رافضيّا جَلْدًا خبيثا داهية، والفتن فِي استعارٍ بين السّنّة والرّافضة حتّى تجالدوا بالسّيوف، وقُتِل جماعة من الرّوافض ونُهِبوا، وشكا أهل باب البصرة إلى الأمير رُكْن الدين الدوَيْدار والأمير أبي بكر ابن الخليفة فتقدّما إلى الجند بنهب الكرخ، فهجموه ونهبوا وقتلوا، وارتكبوا من الشّيعة العظائم فحنق الوزير ونوى الشّرّ، وأمر أهل الكَرْخ بالصبْر والكفّ}}وقال :{والفتن فِي استعارٍ بين السّنّة والرّافضة حتّى تجالدوا بالسّيوف، وقُتِل جماعة من الرّوافض ونُهِبوا، وشكا أهل باب البصرة إلى الأمير رُكْن الدين الدوَيْدار والأمير أبي بكر ابن الخليفة فتقدّما إلى الجند بنهب الكرخ، فهجموه ونهبوا وقتلوا، وارتكبوا من الشّيعة العظائم}.
وفي هذا المقام جاء تعليق الاستاذ المحقق الصرخي حول تلك الرواية حيث قال : (( هذا هو أصل التكفير، أصل المنهج الداعشيّ الإرهابيّ القاتل، ليس عندهم غير الهجوم والقتل والنهب وارتكاب كلّ جريمة .
الارهابيون التيميّة اعتدوا على شيعة بغداد وقتلوا جماعة من الشيعة ونهبوهم كما يفعل دواعش اليوم بالشيعة وبالسنة، ومع كلّ هذا الإجرام وبكلّ قباحة يذهب الإرهابيّون يشتكون إلى الأمير المملوك وإلى الأمير ابن الخليفة فتأتي الفتوى من ابن الجوزي مفتي الخلافة ومعلّم أولاد الخليفة، فيُبيح لهم الكرخ ومن فيها وما فيها من أرواح وأعراض وأموال وكما فعلوا بالموصل في هذا الزمان!! ))انتهى كلام المحقق الصرخي.
في كل زمان هوى يتبع ، لتنفيذ مراد التيمية في التخريب والدمار الأخلاقي ، وهذا يصب في مصلحة كل من يرد تدمير الإنسانية بشكل عام والإسلام بشكل خاص .لان الإسلام يريد التعايش السلمي بين الناس متساوون في الحقوق والواجبات .
جاء في حديت الرسول (صلى علية وآلة وسلم ):]. الناس متساوون لا أفضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى [ وذكر في روائع نهج البلاغة للإمام علي (ع) ((الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)) . فما بال اهل البدع والضلال لا يتورعون عن منكر فعلوه ،ولم يكتفوا بذلك بل يستخفون بالناس فأطاعوهم .وبدأت تحريفاتهم تنطلي على السذج وفاقدي العقول فنفذوا فتاواهم المجرمة الداعشية القاتلة .
https://youtu.be/z5CB9B9cQYE