بقلم : قيس المعاضيدي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الدين من أهم مكونات شخصية الإنسان، فهو يؤثر تأثيرًا كبيرًا في تصرفاته .حيث يعرف الدين من دان أي اعتنق أي فكر وعمل به وأصبح يشغل جل اهتمامه ، ومصححًا لأفعاله .وقد أنزل الله سبحانه وتعالى رسالته السمحاء ليعرف الناس ويهديهم إلى الطريق الصحيح المؤدي للخير والصلاح فانزل الله سبحانه وتعالى ديانات سماوية وفي كل بقعة من الأرض عن طريق الوحي ليوصلها لأنبياء ليبلغوها للناس. وهي ثلاث ديانات سماوية، وكلها تؤكد على توحيد الله سبحانه وتعالى . وبعد كل النصح والإرشاد الإلهي التي جاءت به الكتب السماوية، و بذل الأنبياء العناء الكبير ليوصلها للناس ،لاحظنا ونلاحظ العناد والتكبر، والاعتداء على الأنبياء وقتلهم وإيذاء البعض الآخر أشد الإيذاء ومختلف المؤامرات والدسائس .ورغم اللطف الإلهي ومخاطبة الناس على قدر عقولهم .وأخذ العِداء ووصل إلى التعدي على الذات الإلهية المقدسة .! وذلك بادعاء أشخاص أنهم أرباب من دون الله وأمروا الناس أن يعبدوهم، وكما فعل فرعون وصنع تماثيل وأمر الناس بطاعتها وتقديم القرابين لها. والبعض الآخر وصف الذات الإلهية بشاب أمرد وجنة خضراء كما ادعى ابن تيمية ..
ورغم كل تلك الاعتداءات والتحريفات بقى الدين الإسلام لان الله حفظه كما قال عز وجل : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )الحجر (9). ولاحظ المعاندين والطغاة ورغم كل ما فعلوه فالرسالة السماوية باقية ؟ واخذ الناس يعتنقون الدين الاسلامي وحسب عقولهم المتعجرفة ان مناصبهم قد سلبت . ونذكر لكم مثال من التاريخ على ذلك ففي الكامل10/(260- 452): ابن الاثير:
1ـ قال: {{[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسِتِّمِائَة(604هـ)]: [ذِكْرُ الْوَقْعَةِ الَّتِي أَفْنَتِ الْخَطَا]:
ز ـ وَأَنْفَذَ خُوَارَزْم شَاهْ إِلَى كَشْلِي خَانْ مَلِكِ التَّتَرِ يَمُنُّ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ حَضَرَ لِمُسَاعَدَتِهِ، وَلَوْلَاهُ لَمَا تَمَكَّنَ مِنَ الْخَطَا، فَاعْتَرَفَ لَهُ كَشْلِي خَانْ بِذَلِكَ مُدَّةً، ثُمَّ أَرْسَلَ(خُوَارَزْم شَاهْ) إِلَيْهِ(مَلِكِ التَّتَرِ) يَطْلُبُ مِنْهُ الْمُقَاسَمَةَ عَلَى بِلَادِ الْخَطَا، وَقَالَ(خُوَارَزْم): كَمَا أَنَّنَا اتَّفَقْنَا عَلَى إِبَادَتِهِمْ يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَسِمَ بِلَادَهُمْ. فَقَالَ(مَلِكِ التَّتَرِ): لَيْسَ لَكَ عِنْدِي غَيْرُ السَّيْفِ، وَلَسْتُمْ بِأَقْوَى مِنَ الْخَطَا شَوْكَةً، وَلَا أَعَزَّ مُلْكًا، فَإِنْ قَنَعْتَ بِالْمُسَاكَتَةِ، وَإِلَّا سِرْتُ إِلَيْكَ، وَفَعَلْتُ بِكَ شَرًّا مِمَّا فَعَلْتُ بِهِمْ، وَتَجَهَّزَ وَسَارَ حَتَّى نَزَلَ قَرِيبًا مِنْهُمْ،
ح ـ وَعَلِمَ خُوَارَزْم شَاهْ أَنَّهُ لَا طَاقَةَ لَهُ بِهِ، فَكَانَ يُرَاوِغُهُ، فَإِذَا سَارَ(مَلِكِ التَّتَرِ) إِلَى مَوْضِعٍ قَصَدَ خُوَارَزْم شَاهْ أَهْلَهُ وَأَثْقَالَهُمْ فَيَنْهَبُهَا، وَإِذَا سَمِعَ أَنَّ طَائِفَةً سَارَتْ عَنْ مَوْطِنِهِمْ سَارَ إِلَيْهَا فَأَوْقَعَ بِهَا،
ي ـ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ كَشْلِي خَانْ يَقُولُ لَهُ: لَيْسَ هَذَا فِعْلُ الْمُلُوكِ هَذَا فِعْلُ اللُّصُوصِ، وَإِلَّا إِنْ كُنْتَ سُلْطَانًا، كَمَا تَقُولُ، فَيَجِبُ أَنْ نَلْتَقِيَ، فَإِمَّا أَنْ تَهْزِمَنِي وَتَمْلِكَ الْبِلَادَ الَّتِي بِيَدِي، وَإِمَّا أَنْ أَفْعَلَ أَنَا بِكَ ذَلِكَ).
وهنا من الجدير بالذكر ان نتعرف على ما عرّج به الاستاذ المحقق الصرخي حول تلك الرواية بالقول : ( هذا هو الابتلاء الذي ابتلي به المسلمون، يُستغل الدين ويُوظّف ويُؤدلج لصالح المنافع والمكاسب والأموال والسلطة والجاه، منذ الدولة الأمويّة وتسلّط معاوية، فأصبح الدين آلة ووسيلة لفساد وإجرام وسرقة وإفساد الحاكم، وبعد هذا قفلوا وحجّروا العقول كما هو المنهج التيميّة الآن، لاحظ: ملك التتار كشلي خان عنده أخلاقات الحرب والمعركة فيستحي ويخجل أمام الناس والأتباع من الغدر وفعل اللصوص فهو قائد وسلطان وله خصوصيّة وأخلاقيات ورجولة وكرامة وبطولة وشجاعة لكن كلّ هذه مفقودة عند سلاطين المسلمين!! لماذا؟ لآنّ عقول الناس قد حُجّرت، فقد حَجّر عليها ابن تيميّة والمنهج التيميّ فكل الأفعال المنافية للشرع والأخلاق والإنسانية تكون مبررة ومشرعنة ومفخرة وكرامة لفاعلها ) نكتفي بهذا القدر من كلام الأستاذ المحقق الصرخي. .
فاليوم مازال الدين الإسلامي يُستغل أبشع استغلال لمنافع شخصية تضر ولا تنفع وتحت مسميات إسلامية رنانة تهز كيان الشخص الغافل الساذج، لتسلب حقوقه وأمام عينيه وبتوقيعه ،وإلا ستنزل به العقوبة لأنه خرج عن الإسلام (مصلحتهم) فيندبوا وعاظ لهم ليسايروهم .ومن يخرج عن طاعتهم فعلى المنابر يُفتى ضدهم بهدر دمهم وتحرق جثثهم وتهدم منازلهم!! فلنحرر عقولنا بإتباعنا الحق وأصحاب الحق الذين لا تأخذهم بالله لومة لائم .
https://youtu.be/h0oqlH5wjz0